خسائر هائلة لشركة “زيم” الإسرائيلية للشحن.. صنعاء وتحولات البحر الأحمر تطيح بأرباحها

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

كشفت بيانات شركة الشحن الإسرائيلية “زيم” عن تكبدها خسائر مالية ضخمة بلغت نحو 244 مليون دولار خلال النصف الأول من العام الجاري، في انعكاس مباشر للأزمات التي تضرب الاقتصاد الإسرائيلي والناجمة عن التطورات الإقليمية المتسارعة.

وبحسب تقرير الشركة، فإن الانخفاض الحاد في حركة الشحن عبر موانئ الاحتلال يعود بدرجة رئيسية إلى استهداف قوات صنعاء للملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب، وهو ما أجبر معظم الخطوط البحرية على تغيير مساراتها باتجاه رأس الرجاء الصالح، مضيفة آلاف الأميال وكلفة تشغيلية هائلة.

هذه الخسائر لا تنفصل عن تداعيات الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 21 شهراً، حيث شكّلت الحرب عامل استنزاف اقتصادي غير مسبوق للاحتلال، انعكس على تراجع الاستثمارات الخارجية وتراجع ثقة الأسواق بقدرة “إسرائيل” على حماية طرق التجارة الحيوية.

ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن “زيم”، باعتبارها الذراع البحري الأبرز للاقتصاد الإسرائيلي، أصبحت مقياساً واضحاً لحجم التأثير الذي تُحدثه عمليات صنعاء في البحر الأحمر، إذ خسرت الشركة مليارات الدولارات منذ أكتوبر 2023 بسبب اضطراب سلاسل الإمداد وتراجع حجم الشحنات.

كما أن حالة العجز الغربي في حماية الملاحة الإسرائيلية، رغم تشكيل تحالفات بحرية بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا منذ ديسمبر الماضي تحت مسمى “أسبايدس”، كشفت محدودية القدرة الغربية على تأمين مصالح الاحتلال، ما ضاعف من المخاطر المالية على الشركات المرتبطة به.

منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، أعلنت صنعاء انخراطها المباشر في معركة “طوفان الأقصى” عبر استهداف السفن المرتبطة بالاحتلال. وقد أجبرت هذه العمليات شركات النقل البحري العالمية على اتخاذ مسارات بديلة، فيما كانت “زيم” الخاسر الأكبر كونها تحمل الهوية الإسرائيلية المباشرة.

ورغم محاولات الولايات المتحدة لتأمين البحر الأحمر عبر نشر المدمرات وحاملات الطائرات، إلا أن الهجمات اليمنية أثبتت قدرة غير مسبوقة على شل واحد من أهم الممرات البحرية الدولية. ووفق تقديرات اقتصادية، فإن الكلفة الإضافية على الاقتصاد الإسرائيلي تجاوزت ملياري دولار خلال عام واحد فقط بسبب ارتفاع تكاليف النقل والتأمين.

وبات من الواضح أن خسائر “زيم” ليست مجرد أرقام مالية، بل تعبير عن أزمة استراتيجية تضرب مكانة كيان “إسرائيل” الاقتصادية والبحرية في آن واحد، وهو ما يعكس فشل تل أبيب وواشنطن في حماية شرايينها التجارية أمام تصاعد نفوذ اليمن خصمهما الأبرز في المنطقة الذي طالما كان محط اهتمام الكيان الصهيوني وخصوصاً منذ العام 2015 الذي صعد قادة كيان الاحتلال حينها للتحذير من وصول حركة أنصار الله للحكم والسلطة في اليمن كون ذلك يعني بسط سيطرتهم وسيادتهم على مضيق باب المندب، الذي سعى كيان الاحتلال الصهيوني على أن يصبح تحت السيادة الإسرائيلية ولو بشكل غير مباشر كونه البوابة الجنوبية البحرية لما تسمى إسرائيل الكبرى.

قد يعجبك ايضا