موقع أمريكي: الحوثيون يتحدون القصف الإسرائيلي ويخرجون أكثر صلابة
متابعات خاصة – المساء برس|
قال موقع “Responsible Statecraft” الأمريكي إن إسرائيل تواجه مأزقا استراتيجيا في اليمن، حيث فشلت في كسر شوكة الحوثيين رغم الضربات الجوية المكثفة.
وفي تحليل للكاتب “إلدار محمدوف” أشار الموقع إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي “إسرائيل كاتس” هدد بـقطع أيدي من وصفهم بأعداء إسرائيل، في إشارة مباشرة إلى حركة أنصار الله في اليمن، لكن هذه التهديدات لم تترجم إلى نتائج على الأرض، فالحوثيون لم ينجوا فقط من أشهر من الضغط العسكري الإسرائيلي والأميركي، بل ازدادت قوتهم مع كل مواجهة.
الضربة الإسرائيلية الأخيرة على محطة كهرباء حزاز قرب صنعاء، العاصمة اليمنية، كانت مثالًا واضحًا على الفشل الاستراتيجي، إذ استهدفت منشأة مدنية حيوية، مما تسبب في معاناة شديدة للسكان، دون أن تُضعف القدرات العسكرية للحوثيين.
بحسب الموقع، فإنه ومنذ أكتوبر 2023، نفذت قوات الحوثيين هجمات شبه يومية على سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، إضافة إلى استهداف مطارات وموانئ داخل “إسرائيل”، وقد أُطلقت أكثر من سبعين صاروخًا واثنتين وعشرين طائرة مسيرة منذ مارس 2025 فقط، مما أدى إلى شلل شبه كامل في ميناء إيلات الإسرائيلي، ودفعه إلى حافة الإفلاس.
وقال الكاتب إن هذه الهجمات تسببت في ارتفاع كبير في أسعار التأمين، وأجبرت السفن التجارية على استخدام طرق بديلة مكلفة.
الموقع أشار إلى أن الولايات المتحدة، التي شاركت في البداية في الضربات، سرعان ما أدركت أن الحوثيين يتكيفون بسرعة مع الهجمات، مما أدى إلى حرب استنزاف مكلفة فقد تجاوزت الحملة الأميركية التي كلفتها مليار دولار لم تحقق أهدافها، وانتهت بمساعٍ لوقف إطلاق نار بوساطة عمانية، لم تحمِ سوى المصالح الأميركية، بينما بقيت إسرائيل مكشوفة.
بحسب التحليل، فإن الحوثيين أعادوا بناء أنظمة الرادار والاتصالات، وأجروا مناورات بحرية في الحديدة، ونشروا أسلحة حديثة على الساحل، ونقلوا الذخائر إلى الجبال الغربية.
في المقابل كما يقول الكاتب، وسعت “إسرائيل” نطاق ضرباتها لتشمل منشآت مدنية، مثل محطة كهرباء حزاز وميناء الحديدة، بزعم استخدامها من قبل الحوثيين، رغم أنها تمثل شرايين حياة حيوية لواردات اليمن من الوقود والدواء والغذاء.
الكاتب اعتبر أن هذه الاستراتيجية تعكس حسابات خاطئة، فاستهداف البنية التحتية المدنية لا يُضعف الحوثيين، الذين يعتمدون على مصادر طاقة لامركزية مثل المحطات الشمسية والمولدات المنزلية. الضربات على محطات الطاقة المركزية لا تحدث تأثيرا استراتيجيا يُذكر.
رد الحوثيين بإطلاق صاروخ باليستي على إسرائيل، أظهر استمرار قدرتهم على الرد، وعزز روايتهم في مقاومة العدوان الإسرائيلي، مما زاد من شرعيتهم الإقليمية، في وقت تتزايد فيه عزلة إسرائيل الدولية.
التحليل أشار إلى أن قائد الحوثيين عبد الملك الحوثي يصوّر نفسه كقائد في محور المقاومة، منتقدا الحكومات العربية لتخاذلها، ومقارنا موقفها بمواقف دول مثل النرويج التي قاطعت إسرائيل، كما هاجم قبول حكومة لبنان لنزع سلاح حزب الله، وسخر من صفقات الغاز المصرية مع إسرائيل، مؤكدا أن الحوثيين هم القوة الوحيدة التي تواجه إسرائيل عسكريا ولفظيا.
وبحسب الكاتب فإن كل هجوم على اليمن، خصوصا على المواقع المدنية، يعزز سردية الحوثيين بأنهم يقودون معسكر المقاومة، ويزيد من عزلة إسرائيل الدولية. في المقابل، يواصل قادة تل أبيب الاعتماد على الحلول العسكرية، متجاهلين أن الصراع سياسي في جوهره، وأن وقف إطلاق النار في غزة هو السبيل الوحيد لوقف هجمات الحوثيين.
واختتم الكاتب تحليله بالتأكيد على أن التاريخ يُظهر أن الخصوم غير المتكافئين لا يستسلمون تحت القصف، بل يتطورون، واستمرار إسرائيل في هذا المسار ينذر بعزلة أعمق، واستنزاف للموارد، وصراع طويل الأمد، فالقوة لا تكمن في التهديدات، بل في كسر دوامة العنف.