ميدان يافا يمتلئ بـ150 ألف متظاهر.. أزمة الثقة تتفاقم بين الشارع الإسرائيلي وحكومته

فلسطين المحتلة – المساء برس|

شارك عشرات الآلاف، مساء اليوم، في التظاهرة الغاضبة التي نُظمت وسط يافا المحتلة المسماه إسرائيليا تل أبيب للمطالبة بعودة الأسرى، بحسب ما أفادت القناة 12 العبرية.

وقالت “هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين” إن تقديرات الشرطة تشير إلى أن أكثر من 150 ألف متظاهر احتشدوا في ميدان الاحتجاجات، ما يجعلها واحدة من أكبر المظاهرات الشعبية منذ السابع من أكتوبر.

ويأتي هذا الحراك الشعبي المتجدد للضغط على الحكومة الإسرائيلية المتطرفة للإسراع في إبرام صفقة تؤدي إلى استعادة الأسرى.

عائلات المستوطنين المشاركين في التظاهرة أعربوا عن استيائهم من ما وصفوه بـ”تجاهل متعمد” من قبل نتنياهو ووزرائه، حيث اتهموه بإعطاء الأولوية لبقائه السياسي على حساب مصير أبنائهم.

ويرى محللون أن هذه الموجة الاحتجاجية تمثل ضغطًا داخليًا متزايدًا على المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية، وقد تؤدي إلى مزيد من الانقسامات داخل الائتلاف الحاكم.

وفي هذا السياق، كتب المعلق السياسي في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل مؤخرًا أن نتنياهو “يعمل كمن لا يملك شيئًا يخسره، إذ يخدمه تكثيف الأزمة السياسية وتأجيل أي محاسبة أكثر مما يضرّه”، في إشارة إلى اعتماده على تصعيد التوتر للبقاء في الحكم.

وقال الجنرال احتياط عاموس يادلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية، في أكثر من مقابلة على إن “إعادة الأسرى يجب أن تكون أولوية استراتيجية عليا”، محذرًا من أن تجاهل هذا الملف يضعف ثقة الجمهور بالحكومة ويعمّق الشرخ بين القيادة والشارع.

من جانبه، قال زعيم المعارضة يائير لابيد خلال مشاركته في احتجاجات تل أبيب يوم 17 أغسطس 2025 إن “الرهائن ليسوا بيادق يمكن التضحية بهم من أجل الجهد الحربي”، مضيفًا: “سوف نستمر في النضال حتى يعودوا إلى بيوتهم، ويتم التوصل إلى صفقة، وتنتهي هذه الحرب”.

كما سبق أن صرّح في مايو الماضي بأنه لا يعتقد أن نتنياهو “يفعل كل ما بوسعه لإعادة الأسرى، لأن أي صفقة بهذا الشأن قد تعني نهاية حياته السياسية”.

وهكذا، فإن ما يشهده كيان الاحتلال الإسرائيلي تجلٍّ لانهيار الثقة بين المجتمع الإسرائيلي ومؤسساته السياسية، فحكومة نتنياهو تبدو عالقة في مأزق مزدوج،  من جهة تواجه ضغط داخلي غير مسبوق تقوده عائلات الأسرى وجمهور المستوطنين الغاضب؛ ومن جهة أخرى، أزمة استراتيجية خانقة في إدارة الحرب وغياب أي أفق سياسي أو عسكري للحسم.

وهذا التداخل بين المأزق الأخلاقي والسياسي والأمني يجعل حكومة الاحتلال أشبه بجسم مترنّح يعيش على الوقت المستعار، فيما تتسع دائرة الأسئلة الوجودية داخل المجتمع الإسرائيلي حول جدوى القيادة الحالية وقدرتها على ضمان الأمن والاستقرار، بل وحتى على صون العقد الاجتماعي الذي قام عليه الكيان منذ نشأته.

قد يعجبك ايضا