صحيفة صينية: عقيدة “الخيانة عار”.. سرّ صمود اليمنيين أمام كل من حاربهم من السعودية والإمارات إلى أمريكا وإسرائيل

متابعات خاصة – المساء برس|

في تقرير لافت، رصدت صحيفة “بايجيا هاو” الصينية ما أسمتها “مواجهة مفتوحة امتدت لعقد كامل بين القوات اليمنية وقوات التحالف السعودي الإماراتي ومن خلفها أمريكا ثم مباشرة مع البحرية والجوية الأمريكية في البحر الأحمر”. ووفقاً للتقرير، فإن الغارات الأمريكية المستمرة لم تُضعف القدرات اليمنية، بل دفعتها نحو مجتمع عسكري أكثر صلابة وتنظيماً، نتيجة بناء ما وصف بـ”الجيش الحديدي الخالي من الخونة”.

أسرار القوة: انتماء داخلي ونظام رقابي مشدد

يرجع التقرير هذه الصلابة إلى عاملين أساسيين: أولاً، الانتماء القبلي والعقائدي العميق، الذي يجعل الخيانة “عاراً اجتماعياً ودينياً”. وثانياً، تطبيق نظام أمني صارم يراقب الغرباء ويكافئ من يُبلغ عن أي نشاط استخباراتي معادٍ. وكمثال على الردع الداخلي، يشير إلى إعدام ضابط اتصالات عام 2024 بتهمة التجسس، كرسالة تحذيرية بأن أي اختراق داخلي سيواجَه بقسوة.

إستراتيجية اقتصادية ذكية في مواجهة القوة العسكرية

حسب الصحيفة، العقيدة العسكرية لأنصار الله تعتمد على “الحرب غير المتكافئة”: استخدام الطائرات المسيّرة الرخيصة لمواجهة منظومات دفاعية أمريكية باهظة الكلفة. هذه الموازنة الاقتصادية خلقت لهم “معادلة استنزاف” تحسب لصالحهم.

تقرير مشابه من “المساء برس” يؤكد أن المواجهات بين الولايات المتحدة واليمن أعادت ترتيب حسابات واشنطن العسكرية، حيث اضطر الإعلان أن البحرية الأمريكية تعيد التفكير في عقيدتها القتالية بسبب الكلفة الباهظة لاعتراض هجومات الطائرات المسيّرة اليمنية

تحدي حقيقي: ضرب حاملة طائرات أمريكية

“بايجيا هاو” تحدثت عن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس ترومان” بأربعة صواريخ خلال 72 ساعة، باستخدام تكتيك إطلاق لامركزي أربك أنظمة الإنذار الأمريكية، في حين أن الطبيعة الجغرافية جعلت مواقع الإطلاق مخفية في كهوف الجبال.

ووفقاً لتقرير لـ”المساء برس”، تم استهداف “هاري إس ترومان” بست هجمات مباشرة، وأسفرت إحدى الهجمات عن خلل في الدفاعات الذاتية، حيث أُسقطت طائرة F/A-18 من السلاح الأمريكي الخطأ.

حرب الرواية وسياسة الإعلام الجديد

لم تقتصر المواجهة على الميدان، بل انتقلت إلى فضاء الإعلام الجديد: استخدم اليمنيون وسائل التواصل مثل تيك توك لبث مباشر لعمليات إطلاق الصواريخ، مرفقة بأغانٍ أمريكية ساخرة، وربطوا العمليات بالقضية الفلسطينية، ما أكسبهم تعاطفاً شعبياً عربياً.

أما الصور المؤلمة للضحايا نتيجة الغارات الأمريكية، فقد عززت الرواية اليمنية بمظهر “المدافع عن النفس” في مواجهة العدوان.

تكاليف عسكرية باهظة تُعبّر عن هشاشة التقنية الأمريكية

وبحسب تقارير مستقلة، فإن تكلفة الصاروخ الاعتراضي الأمريكي (مثل SM-2 وSM-6) تصل إلى ملايين الدولارات، في حين أن الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية لا تكلف إلا بضعة آلاف، ما يُحوّل كل مواجهة إلى فقدان اقتصادي للمُجتمع الأمريكي العسكري

ردود فعل إقليمية وتراجع الثقة الأمريكية

حسب “بايجيا هاو”، هذا الأداء اليمني دفع الأمريكيين وشركاءهم لإعادة حساباتهم: السعودية وقّعت تفاهمات أمنية بحرية مع الصين، والإمارات اتجهت لشراء أنظمة دفاع جوي روسية، مما يعكس تناقص ثقة بعض الحلفاء في الحماية الأمريكية.

حين يُكتب النصر عبر الرواية والرصانة الداخلية

واختتم التقرير الصيني بالقول إن النصر في القرن الحادي والعشرين لم يعد يُقاس بكمية القنابل أو حجم الترسانات، بل بقدرة المقاتل على كسب معركة الرواية، والحفاظ على صلابة جبهته الداخلية. وضمن ذلك، نقل عن أحد كبار السن في صنعاء: “علمتنا قنابل أمريكا أن نقاتل أو نموت، لكن صواريخنا علمت العالم أن الفيل يمكن أن يُهزم”.

قد يعجبك ايضا