نحن في نظر اليهود وفق تلمودهم.. مفاهيم ومعتقدات اليهود عن بقية سكان العالم وعن العرب المسلمين تحديداً
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
يستخدم الكيان الصهيوني المفاهيم والمعتقدات الدينية اليهودية الباطلة المنصوص عليها في “التلمود” كمرتكز ايديولوجي وسلوكي له في كل تحركاته وتصرفاته تجاه الشعوب والأمم الأخرى غير اليهودية ويبرر بهذه المفاهيم كل ما يرتكبه اليهود الصهاينة من جرائم وانتهاكات ضد هذه الشعوب، لكن الأمة الاكثر استهدافاً من قبل اليهود وفقاً لنصوص التلمود هي الأمة العربية والإسلامية.
وتنعكس هذه المفاهيم الباطلة، في الفكر اليهودي التقليدي منذ مئات السنين إن لم يكن منذ آلاف السنين، وفيما يلي بعض الصور التي يقدمها الكيان الصهيوني لمجتمعه اليهودي في كيفية تعامل اليهود مع شعوب وأمم الأقوام والأديان الأخرى.
فكرة “الشعب المختار”
في العديد من مواضيع التلمود يتم تقديم اليهود على أنهم “شعب مختار” من الله، وأنهم ذوو مكانة خاصة بين شعوب الأرض، وهذا المفهوم يُستخدم لتبرير “أفضلية اليهود على غيرهم” من سكان الأرض، ويُفهم في بعض المدارس التفسيرية على أن “غير اليهود خُلقوا لخدمة اليهود”، وعلى سبيل المثال ورد في التلمود البابلي عبارة: “أنتم تُدعون الإنسان، أما الأمم الأخرى فلا يُدعون إنساناً”، في هذا النص يتضح أن اليهود لا يُطلقون كلمة إنسان إلا على اليهود أما غير اليهود من سكان الأرض فهم ليسوا من بني البشر ولا يُطلق عليهم اسم (إنسان)، وفي هذا التوصيف تحقير إلى أبعد حد من قبل الصهاينة لبقية شعوب وأمم العالم أياً كانت دياناتهم أو معتقداتهم، بل الأكثر من ذلك، وبعد ظهور الإسلام، قدم الصهاينة تفسيرات وتعليمات لليهود تحثهم على اعتبار المسلمين بأنهم أقل درجة وتفضيلاً من الخنازير والكلاب.
الـ”غوييم”.. نظرة دونية إلى غير اليهود
في التلمود هناك كلمة يطلق عليها “غوييم” وهذا المصطلح يُستخدم في النصوص التلمودية للإشارة إلى بقية سكان الأرض من غير اليهود، وهذا المصطلح وفقاً لنصوص التلمود يعني توصيفاً دونياً، لكنه غالباً ما يستخدم من قبل اليهود كتوصيف لشعوب وأقوام الأمتين العربية والإسلامية، وفقاً للتفسيرات السياسية التي صاغها اليهود في شرح التلمود.
وعلى سبيل المثال: في مواضيع من التلمود، يُشبّه غير اليهود بأنهم حيوانات، أو يُشار إليهم بأنهم “لا يملكون نفساً بشرية كاملة”، كما يستخدم بعض الحاخامات هذه الفكرة لتبرير الجرائم الإنسانية والأخلاقية التي يرتكبها الصهاينة اليهود ضد غيرهم من بني البشر من الأقوام والشعوب الأخرى ويبررون بهذه الفكرة ممارسة كل انتهاك مثل جواز ممارسة الربا من قبل اليهود مع الأقوام الأخرى من غيرهم، إضافة إلى استخدامهم هذا المفهوم للتملص من أي التزامات أمام المجتمع الدولي وأمام الشعوب والدول الأخرى.
استباحة دماء غير اليهود
وفقاً لنصوص التلمود، هناك عبارات تحتوي على أقوال ومصطلحات يُقصد بها بشكل واضح أن دم غير اليهودي ليس له أي قدسية وأن دم اليهودي فقط هو ما يتعاملون معه بقدسية وحُرمة، بل إن واضعي التلمود من محرّفي الديانة اليهودية السماوية تُستبدل من الله بالمسيحية، ابتدعوا قوانين تتعلق بدماء اليهود وتمييزها عن غير اليهود، حيث ينص التلمود على أنه لا يُعامل قتل غير اليهود بنفس الجدية، وهذا ما يستدل به بعض اليهود من خصوم الفكر الصهيوني لتفسير الجرائم الجماعية بحق الفلسطينيين.
وفي هذا الشأن وفقاً لبعض تفسيرات التلمود البابلي، فإن “قتل غير اليهودي لا يُعتبر جريمة كما هو الحال عند قتل اليهودي”.
أموال وأعراض غير اليهود حلال لليهود
في بعض نصوص التلمود يُنقل بشكل واضح أن الاستيلاء على أموال غير اليهود أو خداعهم في التجارة أو سلب أرضهم أو استباحة أعراضهم أو اغتصاب نسائهم وبناتهم حتى من عمر 3 سنوات، لا يُعد إثماً بنفس مستوى ممارسة الأفعال ذاتها على اليهود، ففي التلمود البابلي ورد نص “أموال الغوييم كأنها مال مباح”، والـ”غوييم” سبق وأشرنا إليها على أنها مصطلح يقصد به توصيف الدونية لمن ليسوا يهوداً من بقية سكان الأرض.
التحريض على الإبادة واحتقار الأمم
في بعض القراءات للتلمود – وخاصة في أوساط التيار الصهيونية الدينية المتطرفة – تستند إلى نصوص تلمودية تحث على معاداة “الأمم”، أو تمنح لليهود شرعية دينية لقتلهم وممارسة العنف ضدهم.
فمثلاً، هناك مفاهيم تشير إلى أن “يوم خلاص إسرائيل” لن يتحقق إلا بزوال واندثار باقي الأمم، وهذا ما يستند إليه بعض منظري “الخلاص اليهودي” لتبرير الطموحات التوسعية في فلسطين والمنطقة.
النصوص التلمودية اليوم تُستخدم أكثر من أي وقت مضى منذ نشأة الصهيونية كمبرر ديني لممارسة الجرائم والإرهاب ضد الأمم الأخرى وتحديداً ضد الشعب الفلسطيني وشعوب دول المنطقة المحيطة بفلسطين المحتلة، وخصوصاً لدى الحركات الاستيطانية المتطرفة مثل “غوش إيمونيم” و”شبيبة التلال” التي ترى أن العرب في هذه الأرض غرباء، ويجوز إجلاؤهم أو حتى إبادتهم.