موقع أمريكي: صنعاء توسّع نطاق الردع البحري.. السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” أهداف مشروعة
صنعاء – المساء برس|
يتّسع نطاق التهديد في البحر الأحمر، بعد إعلان القوات المسلحة اليمنية التابعة لحكومة صنعاء، الأسبوع الماضي، عن مرحلة جديدة من الاستهداف البحري تشمل جميع السفن التابعة لشركات تتعامل مع الموانئ التابعة للكيان الصهيوني، وعلى رأسها ميناء حيفا.
وذكر موقع “gcaptain” الأمريكي، في تقرير أعدّه ألكسندر وايتمان، أن جماعة أنصار الله وجّهت تحذيراً شديد اللهجة إلى كافة شركات الشحن العالمية بضرورة وقف أي تعامل مع الموانئ “الإسرائيلية”، مؤكدة أن جميع السفن المرتبطة بتلك الشركات ستصبح أهدافاً مشروعة، سواء كانت ترفع العلم “الإسرائيلي” أو تعمل بشراكات مع خطوط تمر عبر الموانئ المحتلة.
وأشارت المحللة البحرية، دستين أوزويغور، في تصريحاتها للموقع، إلى أن الإعلان يُعدّ “لحظة تحوّل” في صراع البحر الأحمر، مؤكدة أن نطاق التهديد بات أوسع بكثير مما كان متوقعًا، خصوصاً مع استهداف أي سفن تشغلها أو تتشارك فيها شركات على علاقة بـ”إسرائيل”، بصرف النظر عن وجهة الخط البحري.
ويأتي هذا التحوّل بعد نحو شهرين من إعلان القوات المسلحة اليمنية تعليق استهدافها المباشر للسفن، وتحويل عملياتها نحو حصار بحري فعلي على ميناء حيفا، في إطار تكتيك ردع تصاعدي ضد استمرار العدوان الإسرائيلي الأميركي على غزة.
ورغم ذلك، أعلنت شركة Hapag-Lloyd الألمانية في يونيو أنها ستستأنف عملياتها في حيفا، بعد ما سمّته “انخفاض التوترات”، في قرار وصفه مراقبون بأنه مقامرة أمنية فاشلة، إذ لا تزال المنطقة في مرمى الردع اليمني.
أما شركة CMA CGM الفرنسية، فواصلت تسيير خطوطها عبر قناة السويس بغطاء من البحرية الفرنسية، لكنها باتت تحت المجهر، خصوصاً بعد مشاركتها مع شركات أخرى تخدم الموانئ “الإسرائيلية” من خلال اتفاقات تقاسم المساحات.
ويشير التقرير إلى أن أنصار الله لا يفرّقون بين مالك السفينة ومشغلها، إذا كانت ترتبط بخط خدمات يمر عبر موانئ الاحتلال، ما يضع غالبية السفن الغربية في دائرة الخطر حال استمرارها في تجاهل التحذيرات.
ويقول أحد المصادر البحرية لـ“gcaptain”: “لا أعتقد أن الحوثيين يعترفون بتفاصيل دقيقة مثل من يشغّل ومن يملك، إذا كانت هناك صلة بـ”إسرائيل”، فالسفينة مستهدفة”.
ويُعد هذا التوسّع في سياسة الاستهداف اليمنية رداً ميدانيًا على تورّط شركات غربية في دعم العدو الإسرائيلي عبر سلاسل الإمداد البحرية، كما يأتي في ظل صمت دولي عن جرائم الاحتلال في غزة.
ورغم محاولة بعض الخطوط البحرية الالتفاف على القرار عبر إعادة هيكلة خدماتها، إلا أن الواقع الجديد، كما تقول أوزويغور، يجعل أي سفينة قريبة من مياه اليمن، ومرتبطة بأي شكل بخدمة تتجه نحو “إسرائيل”، عرضة لهجمات دقيقة من القوات اليمنية.
وختم الموقع بالإشارة إلى أن اليمن، ورغم الحصار، نجح في فرض معادلة ردع بحرية غير مسبوقة، أظهرت هشاشة ممرات الملاحة الدولية حين تتورط في دعم الاحتلال، في وقت تعيد فيه شركات الشحن العالمية حساباتها أمام هذا التحول الاستراتيجي في ميدان البحر الأحمر.