عودة حاملة الطائرات “هاري إس ترومان” من البحر الأحمر تكشف إخفاقات استراتيجية وفنية في البحرية الأمريكية
متابعات خاصة – المساء برس|
نشرت الصحفية المتخصصة في الشؤون العسكرية “إيفلين هارت” تقريرا مفصلا على موقع “Indian Defence Review” تناولت فيه تفاصيل عودة حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري إس ترومان” إلى قاعدتها بعد مهمة استراتيجية في البحر الأحمر.
التقرير، الذي نُشر بتاريخ 6 أغسطس 2025، يكشف عن نتائج غير متوقعة لمهمة كان الهدف منها استعراض القوة، لكنها انتهت بكشف إخفاقات داخلية وخسائر مالية ضخمة، ما أثار قلقا واسعا داخل أروقة البنتاغون.
ومن خلال تحقيقها، تسلط هارت الضوء على سلسلة من الحوادث التشغيلية، والتحديات اللوجستية، والنتائج العسكرية التي دفعت وزارة الدفاع الأمريكية إلى إعادة تقييم جاهزية قواتها البحرية في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية.
ووفقا للتقرير فقد عادت حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري إس ترومان” إلى قاعدة نورفولك البحرية في يونيو 2025، بعد مهمة استمرت ثمانية أشهر في البحر الأحمر، ضمن عملية “راف رايدر” التي أطلقتها القيادة المركزية الأمريكية في مارس الماضي، بهدف استعراض القوة العسكرية وردع التهديدات في المنطقة.
إلا أن نتائج المهمة أثارت قلقا واسعا في الأوساط العسكرية، بعد سلسلة من الحوادث والخسائر التي وصفت بأنها “إذلال غير مسبوق” للبحرية الأمريكية.
وشملت العملية أكثر من 11 ألف طلعة جوية ونشر ما يزيد عن مليون رطل من الذخائر، استهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثي في اليمن، إلى جانب تنفيذ أكبر غارة جوية لحاملة طائرات في التاريخ ضد تنظيم داعش في الصومال.
ورغم ذلك، استمرت الجماعات المسلحة في تعطيل الملاحة عبر مضيق باب المندب، مما أثار شكوكا حول فعالية الردع الأمريكي.
وسجلت المهمة خسائر فادحة في المعدات، أبرزها سقوط ثلاث طائرات من طراز “إف/إيه-18 سوبر هورنت”، تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 180 مليون دولار، نتيجة أخطاء فنية وحوادث داخلية، من بينها إسقاط طائرة عن طريق الخطأ من طراد مرافِق، وحادث هبوط فاشل بسبب خلل في كابل الإيقاف.
كما اصطدمت الحاملة بسفينة تجارية قرب ميناء بورسعيد، ما أدى إلى إقالة قائدها السابق الكابتن ديف سنودن، في خطوة نادرة تعكس حجم الإخفاق العملياتي.
وأكدت مصادر في البنتاغون أن هذه الحوادث تعكس مشاكل منهجية في التدريب والصيانة والقيادة داخل الأسطول.
وفي ضوء هذه التطورات، أمرت وزارة الدفاع الأمريكية بمراجعة شاملة لعمليات حاملات الطائرات، تشمل بروتوكولات السلامة، ومناولة الطائرات، والتواصل القيادي، وسط قلق متزايد من اتساع الفجوة بين البحرية الأمريكية والقوى البحرية الصاعدة.
ورغم إشادة القيادة العسكرية بصمود طاقم الحاملة، إلا أن المحللين يرون أن المهمة كشفت حدود القوة التقليدية في مواجهة تهديدات غير متكافئة، وأثارت تساؤلات حول مستقبل حاملات الطائرات في ظل التحديات العالمية المتغيرة.