“الاحتلال الكامل” لغزة.. وصفة لمجاعة أسرع وأمراض ومذابح غير مسبوقة
غزة – المساء برس|
أفصحت تقارير إعلامية عبرية عن عزم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتني نتنياهو، المضي قُدمًا في خطط “الاحتلال الكامل” لقطاع غزة، متحديًا تصاعد الإدانات الدولية لتورط كيانه في جرائم حرب وإبادة جماعية وسياسة تجويع ممنهجة بحق المدنيين الفلسطينيين.
وأفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” نقلاً عن مسؤول رفيع مقرب من نتنياهو بأن الأخير “متمسك بالسيطرة الكاملة على القطاع رغم تحفظات “الجيش” الإسرائيلي والمخاطر الجسيمة على حياة الرهائن”.
ويرى المحللون والمراقبون أن الاحتلال الإسرائيلي الكامل لقطاع غزة سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، متمثلاً في تسارع وتيرة المجاعة والأمراض، لافتين إلى أن الاحتلال يمهد الطريق لمخاطر ضم غزة إلى ما تسمى “إسرائيل الكبرى”، على غرار الخطط المطروحة لضم الضفة الغربية، وتحويل القطاع إلى كيان استيطاني جديد، وعودة السيطرة المباشرة كما كانت قبل عام 2004.
وحذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومنظمات دولية من أن أي اجتياح بري شامل سيفتح الباب أمام “مذابح جماعية” وسط انهيار كارثي للأوضاع الإنسانية.
وأكد المرصد في بيان له اليوم الثلاثاء، أن “خطة إسرائيل المحتملة لاجتياح واحتلال قطاع غزة تنذر بمذابح جماعية وشيكة وسط لامبالاة دولية كاملة، وتعكس مستوى خطيرا من الوحشية، وتجسد امتدادا لحالة الإفلات من العقاب والحصانة التي تتمتع بها إسرائيل”.
وأضاف المرصد أن “أي تصعيد جديد في الهجمات الإسرائيلية، لا سيما البرية، سيؤدي لمذابح جماعية غير مسبوقة، وسيقضي نهائيا على ما تبقى من جهود الاستجابة الإنسانية”.
وأشار المرصد إلى أن “القطاع يمر حاليا بأسوأ مراحل الانهيار الإنساني منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية في أكتوبر 2023، وأن سلطات الاحتلال تنفذ منذ 26 يوليو الماضي مناورة تضليلية عبر الترويج الزائف لتحسين الوضع الإنساني في غزة، بينما تواصل فرض الحصار وتجويع السكان”.
وحذر المرصد من أن “الخطورة الكبرى تكمن في استغلال التحسين المزعوم للأوضاع الإنسانية كغطاء لتصعيد جريمة الإبادة الجماعية”، منتقداً “مشاركة بعض الدول في إجراءات رمزية، مثل تجديد عمليات إسقاط المساعدات جوا، من دون معالجة الأسباب الجذرية للتجويع”.
ودعا المرصد الدول المشاركة في هذه الإجراءات إلى “مراجعة فورية لمسؤولياتها، واتخاذ ما يلزم لضمان عدم استخدام مساهماتها كأداة لشرعنة سياسات الإبادة أو التغطية عليها”.