تطويق حزب الله: رئاسة لبنان وأحزاب مرتهنة تصطف خلف المشروع الصهيوني

تقرير – هاشم الدرة.. المساء برس|

في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة، يشهد لبنان حملة سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة تستهدف المقاومة وسلاحها، في محاولة مكشوفة لتجريد حزب الله من قدراته الدفاعية، خدمة لأجندات خارجية تتقاطع مع المشروع الصهيوني.

التهدئة مقابل نزع السلاح: ورقة أميركية مشبوهة

تروج الإدارة الأميركية لما يسمى “التهدئة مقابل نزع السلاح”، وهي خطة تهدف إلى انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني، وإطلاق بعض الأسرى، مقابل تسليم سلاح المقاومة للدولة اللبنانية. هذه الورقة، التي تتجاهل الاحتلال الإسرائيلي المستمر لخمس تلال استراتيجية، تمثل محاولة خبيثة لإضعاف لبنان أمام العدو الصهيوني، وتفكيك معادلة الردع التي أرساها حزب الله.

دعم عربي ودولي مشروط: اصطفاف خلف الهيمنة

ما يسمى بـ”الدعم الدولي والعربي” لهذه الورقة لا يعدو كونه غطاء سياسيا لتحالف قوى لبنانية مرتهنة، تسعى لتجريد المقاومة من سلاحها. هذه القوى، التي تتماهى مع المشروع الأميركي-الصهيوني، تروج لنزع سلاح حزب الله كشرط مسبق لأي دعم، متجاهلةً أن هذا السلاح هو الضمانة الوحيدة لردع العدوان الإسرائيلي المتكرر.

التهويل الأميركي: محاولة إخضاع لبنان

الموفد الأميركي توم براك لم يتردد في استخدام أساليب التهديد والابتزاز السياسي، مقدماً مقترحات تهدف إلى إخضاع حزب الله سياسياً وعسكريا، لكن الحزب، بقيادته الصلبة، رفض هذه الأطروحات رفضاً قاطعاً، مؤكداً أن سلاح المقاومة شأن داخلي لبناني، ولن يُسلّم للعدو مهما اشتدت الضغوط.

مواقف الحزب: السلاح ضمانة للسيادة

الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، شدد على أن سلاح المقاومة ليس موجها للداخل، بل هو “ردع استراتيجي” في وجه التهديدات الخارجية، وعلى رأسها الخروقات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار. واعتبر قاسم أن أي دعوة لنزع السلاح تصب مباشرة في خدمة المشروع الإسرائيلي، وتهدف إلى تدمير البنية السياسية والاجتماعية للبنان.

اصطفاف داخلي مشبوه: رئاسة مرتهنة وأحزاب متواطئة

في مشهد يثير الريبة، تتوالى التصريحات من شخصيات رسمية لبنانية تصطف علنا خلف المشروع الصهيوني كوزير العدل اللبناني عادل نصار، المقرب من حزب الكتائب المعروف بولائه للكيان، هدد بأن حزب الله “سيختار الانتحار” إذا رفض تسليم سلاحه.

أما رئيس الحكومة نواف سلام، فدعا إلى جلسة وزارية لبحث “بسط سيادة الدولة”، في إشارة واضحة إلى استهداف المقاومة.

ورغم هذه التصريحات التصعيدية، لم تُطرح أي آليات أو جدول زمني لنزع السلاح، ما يكشف هشاشة هذا المشروع داخليا، فضلا عن أن حزب الله رفض مقترحا رئاسيا بتسليم السلاح الثقيل تدريجيا، مؤكدا أن أي محاولة عملية لنزع السلاح ستقود إلى مواجهة مباشرة، قد تجر البلاد إلى الفوضى، وتفتح الباب أمام العدو الصهيوني لتحقيق أهدافه.

قد يعجبك ايضا