“أرامكو” تسجّل أسوأ أداء بين شركات النفط الكبرى منذ جائحة كورونا
الرياض – المساء برس|
سجّلت شركة “أرامكو” السعودية تراجعًا كبيرًا في أدائها المالي خلال العام الجاري، لتصبح الأسوأ أداءً بين شركات النفط الكبرى في العالم، بحسب تقرير لوكالة “بلومبرغ“ الأميركية، في ظل خسائر تجاوزت حتى مؤشر السوق السعودي الأوسع.
وهبط سهم “أرامكو” بنسبة 14%، وهو انخفاض وصفته الوكالة بـ”المذهل”، في وقتٍ شهدت فيه أسهم شركات النفط الغربية انتعاشًا ملحوظًا. وفقدت الشركة أكثر من 800 مليار دولار من قيمتها السوقية، بعد أن بلغت ذروتها في عام 2022 نحو 2.4 تريليون دولار.
ويعني هذا التراجع أن “أرامكو” تتداول الآن بأقل من 12% عن سعر سهمها في الطرح الثانوي لعام 2024، وأقل بنحو 19% عن متوسط سعرها منذ إدراجها في السوق عام 2019، وهو ما سيؤثر بشكل مباشر في قدرتها على جمع الأموال من مبيعات الأسهم المستقبلية، التي تُعد مصدرًا رئيسيًا لدعم خطة التحوّل الاقتصادي التي تتبناها الرياض.
ووفق تقرير “بلومبرغ“، فإن مخاوف المستثمرين تتركز حول عدة عوامل، من أبرزها: احتمال تراجع توزيعات الأرباح، وفائض نفطي عالمي محتمل، وضعف النمو طويل الأجل مقارنةً بالمنافسين الدوليين. وتشير هذه المعطيات إلى تراجع مكانة “أرامكو” كأهم شركة نفط حكومية في العالم.
وتزداد التحديات في ظل توقّعات بأن تلجأ الحكومة السعودية إلى بيع مزيد من أسهم الشركة، لتغطية عجز الميزانية الذي تفاقم مع تداول النفط دون سعر 92 دولارًا للبرميل، وهو السعر الذي يقدّره صندوق النقد الدولي كمستوى مطلوب لموازنة الموازنة السعودية.
وعلى الرغم من هذه التحديات، لا تزال “أرامكو” تحتفظ بلقب الشركة النفطية الأعلى قيمة في العالم، بقيمة سوقية تقارب 1.55 تريليون دولار، كما تواصل تقديم أعلى توزيعات أرباح في القطاع.
لكن من المتوقع، بحسب تقديرات المحللين التي جمعتها “بلومبرغ“، أن ينخفض صافي دخل الشركة المُعدَّل للربع الثاني إلى نحو 24 مليار دولار أميركي، عند إعلان الشركة عن أرباحها في الـ5 من أغسطس، بحيث يكون هذا الرقم أقل بنحو الخمس من الأرباح التي أعلنتها الشركة قبل عام.