تصعيد الحرب الإعلامية ضد اليمن.. لماذا في هذا التوقيت؟
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
ما الذي يجعل باحثة وأكاديمية بريطانية عملت في عدد كبير من الجامعات الأمريكية والأوروبية تترأس منظمة غير حكومية شرق اليمن، وما الذي يجعلها أيضاً تدرس بعمق الشعر اليمني وتحديداً “استخدام الشعر في المجالات الجهادية واستغلالها من قبل الحركات المسلحة”، بحسب العنوان الذي وضعته هي.
وما الذي يجعلها تلعب دوراً كمستشارة دولية ميدانية (بدون أجر) لمجلس قبلي للقبائل في شرق اليمن، هل من أجل سواد عيون قبائل اليمن شمال البلاد؟، وما الذي يربط أصلاً بين أكاديمية متخصصة في الثقافة العربية والشعر اليمني وبين أجهزة الاستخبارات الغربية من أمريكا إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلف الناتو؟
ولماذا أساساً تُنفق بريطانيا على باحثة بريطانية آلاف الدولارات شهرياً لكي تبحث وتتخصص وتراكم خبرة في “الحركات الجهادية المسلحة، والشعر العربي، والحرب الأهلية في اليمن” ولماذا يتم اختيارها لتعمل مع مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن؟، وما طبيعة الاستشارات التي تقوم بتقديمها لجهات في حلف الناتو والجيش البريطاني والجيش الأمريكي؟
من هي هذه الباحثة الأكاديمية البريطانية؟، ولماذا نتحدث عنها اليوم؟، هي الباحثة إليزابيث كيندال التي تشغل حالياً منصب رئيسة كلية جيرتون بجامعة كامبريدج في بريطانيا وترأس منظمة غير حكومية شعبية في شرق اليمن.
هذه الباحثة واحدة من عدد كبير من الإعلاميين والباحثين الأمريكيين والأوروبيين الذين طُلب منهم من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية تكثيف حملة إعلامية ضد اليمن، هذه الحملة بدأت بهذه الكثافة قبل أيام قليلة، بهدف تحشيد الرأي العام الدولي أولاً ضد اليمن (صنعاء) وضد الموقف اليمني المساند للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تجاه حرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء غزة، كما تهدف الحملة إلى تجييش الرأي العام المحلي ضد حكومة صنعاء وخلق حالة من السخط الشعبي ضد أنصار الله مستخدمة في ذلك كل الوسائل والاساليب وكل الإمكانات الإعلامية من وسائل رقمية وتقنية ومنصات تواصل وقنوات فضائية وصحف أجنبية وربما يصل الحال إلى تجنيد عملاء في الداخل لنشر الشائعات بشكل مباشر بين المواطنين عن طريق التلقين المباشر كما سبق وحاولت أجهزة استخبارات دول إقليمية فعل ذلك في الأعوام الماضية.
إليزابيث كيندال، مؤخراً أُجري معها حوار صحفي من قبل الصحفي جاك ديكنز من مجلة إنترناشونال إنترست، ومن عنوان هذا الحوار الذي تمحور حول “الحالة الحالية في الشرق الأوسط، وما الذي يحرك الحوثيين، ولماذا يظل السلام الإقليمي بعيد المنال؟”، يتضح أن المجلة الأمريكية تريد تقديم الموقف اليمني المساند لغزة ضد الظلم الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي على أنه عمل فوضوي ونشاط إرهابي، ومن العنوان أيضاً يتضح أن المجلة تريد أن تقرن وتربط بين حركة أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية وبين مسألة أن السلام في المنطقة لا يزال بعيداً، بعبارة أخرى يريدون القول أن سبب عدم وجود سلام واستقرار في المنطقة هم أنصار الله وحكومة صنعاء والشعب اليمني الذي اصطف عن بكرة أبيه مع موقف صنعاء وقواتها المسلحة نصرة لغزة.
أما عن التوقيت فمن الواضح أن هذا الضخ الإعلامي ضد صنعاء غرضه إثارة الفوضى في اليمن بمناطق سيطرة حكومة صنعاء ذات الأغلبية والكثافة السكانية التي تصل إلى 70% من سكان اليمن، بالتزامن مع تحركات وترتيبات عسكرية باشرت بها أدوات وفصائل التحالف السعودي الإماراتي (قوات الشرعية (الإصلاخ) وقوات الانتقالي التي أعلنت استعدادها القتال مع إسرائيل ضد صنعاء لوقف جبهة الإسناد اليمنية ورفع الحصار البحري، وقوات طارق عفاش التابعة للإمارات في الجزء الجنوبي الغربي من الشريط الساحلي لليمن والتي باشرت بخطوات عملية لوقف الجبهة اليمنية البحرية).