خطة “إسرائيلية” جديدة لخنق غزة.. حصار شامل لابتزاز المدنيين وعزل المقاومة

غزة – المساء برس|

في تصعيد خطير يعكس تخبط الاحتلال وعجزه عن تحقيق أهدافه، كشفت قناة “كان” التابعة لكيان العدو، أن وزارة الأمن الصهيونية تدرس خطة لفرض حصار شامل على المناطق المكتظة في قطاع غزة، يشمل منع إدخال الغذاء والمياه والمساعدات الإنسانية، بهدف الضغط على حركة حماس بعد تعثر مفاوضات تبادل الأسرى.

وبحسب القناة، فإن الخطة “غير المسبوقة” تأتي بعد فشل ما يسمى عملية “مركبات جدعون”، وتستهدف بالدرجة الأولى المدنيين، من خلال حرمانهم من أبسط مقومات الحياة، كورقة ضغط لابتزاز المقاومة الفلسطينية. ويجري بحث هذه الخطة داخل أروقة الكيان، تمهيداً لعرضها على المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) خلال الأيام المقبلة.

الخطة التي تدرسها المؤسسة الأمنية والعسكرية للاحتلال تهدف إلى فرض حصار مشدد على أكثر من مليوني فلسطيني يتمركزون في مدينة غزة، ومخيمات وسط القطاع، ومنطقة المواصي.

وتشمل الإجراءات منع دخول المواد الغذائية والمياه والمساعدات عبر المعابر أو حتى عبر الإسقاطات الجوية، بما يعني إطلاق مرحلة جديدة من سياسة التجويع الجماعي والقتل البطيء.

وبحسب القناة، لم يتخذ بعد قرار نهائي بشأن الخطة، لكن الاحتلال يدرس تنفيذها دفعة واحدة أو بشكل تدريجي، في استعادة مكشوفة لأساليب العقاب الجماعي التي لم تتوقف منذ نكبة 1948.

الهدف المعلن لخطة الاحتلال يتمثل في فصل حماس عن السكان، من خلال تقديم الغذاء والماء والكهرباء فقط لمن يغادر المناطق المستهدفة، في محاولة مكشوفة لتفكيك الحاضنة الشعبية للمقاومة، ودفع الناس إلى القبول بشروط الاحتلال مقابل البقاء على قيد الحياة.

ورغم تفاقم الكارثة الإنسانية، تذرعت مصادر في كيان الاحتلال بأن “رفض حماس التقدّم في صفقة التبادل يفرض اتخاذ هذه الخطوة”، في تحدٍ سافر لكل القوانين والأعراف الإنسانية والدولية.

الخطة الجديدة تأتي بالتوازي مع تحركات يقودها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لطرح سيناريوهات عسكرية أخرى، منها تقسيم القطاع، وفرض إدارة عسكرية “إسرائيلية”، إلى جانب التحكم المباشر في توزيع المساعدات، واستمرار محاولات تهجير السكان من الشمال إلى الجنوب.

في هذا السياق، أبلغ رئيس أركان جيش الاحتلال أعضاء الكابينت بأن العمليات العسكرية وصلت إلى نقطة تضارب فيها الأهداف، ما يعكس حجم الإرباك داخل المؤسسة الأمنية بعد قرابة 10 أشهر من العدوان الوحشي.

تؤكد هذه الخطة، وفق مراقبين، أن الاحتلال لم يعد يمتلك أي أوراق سوى تجويع المدنيين وابتزازهم، بعد فشل الحصار والعدوان والتدمير في إخضاع غزة أو كسر إرادة مقاومتها، وهو ما يجعل أي محاولة لفرض هذا الحصار جريمة مكتملة الأركان.

قد يعجبك ايضا