عدن: سخرية واسعة من “تخفيض دعائي” لأسعار الوقود في ظل تفاقم المعاناة المعيشية
عدن – المساء برس|
أثار إعلان شركة النفط التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة عدن، عن تخفيض سعر الوقود بمقدار عشرة ريالات فقط للتر الواحد، موجة سخط واستياء عارمة في أوساط المواطنين الذين اعتبروا الخطوة مجرد محاولة لذر الرماد في العيون وسط أزمة معيشية خانقة تعصف بالمدينة.
القرار الذي وصفه الأهالي بأنه “استفزاز لمشاعر الجياع”، لم ينعكس بأي شكل على أسعار النقل ولا على التكاليف اليومية التي تثقل كاهل المواطن العدني، ما دفع كثيرين إلى اعتباره مجرد إعلان دعائي لا يحمل أي أثر فعلي، ولا يمس جوهر الأزمة المتفاقمة منذ سنوات.
وقال ناشطون على مواقع التواصل إن التخفيض الهزيل أقرب إلى “الطلاء الشكلي على جدران مأساة يومية”، في حين علق أحدهم بسخرية لاذعة: “شكرًا شركة النفط، كأنكم رشيتونا بعطر وسط مزبلة!”، بينما أشار آخرون إلى أن القرار يعكس حجم الفجوة المتزايدة بين سلطات الأمر الواقع في عدن وواقع المواطنين الذين يعانون من انهيار الخدمات وغياب أي حلول جادة لتحسين الوضع المعيشي.
وتشهد مدينة عدن الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي والمجلس الانتقالي، أزمات متلاحقة في الكهرباء والمياه والمواصلات، بالتزامن مع الانهيار المستمر للعملة المحلية وارتفاع جنوني للأسعار، في وقت يتهم فيه السكان السلطات المحلية بالتواطؤ في عمليات فساد واستثمار الأزمة لصالح نافذين مرتبطين بالفصائل المدعومة إماراتياً.
ويأتي قرار التخفيض الصوري في ظل تجاوز سعر صرف الدولار حاجز 1760 ريالاً يمنياً في مناطق سيطرة حكومة التحالف، وهو ما انعكس بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات دون أي تدخل فعلي لوقف تدهور الوضع الاقتصادي، ما فاقم من حالة الغضب الشعبي ضد سلطات المجلس الانتقالي وذراعها الاقتصادي في قطاع الوقود.
ويقول مراقبون إن ما يجري في عدن هو تجسيد لفشل إداري ممنهج، تحكمه الولاءات للفصائل وليس المصالح العامة، ما يجعل أي قرارات اقتصادية شكلية تثير السخرية بدلاً من أن تثير الأمل.