العدوان على اليمن يرهق الترسانة الأميركية.. صواريخ الدفاع الجوي تنفد والبحرية تبحث عن حلول
صنعاء – المساء برس|
في ضربة جديدة لقدرات الردع الغربية، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن حجم الإرباك الذي تعيشه البحرية الأميركية في البحر الأحمر نتيجة المواجهة المستمرة مع قوات صنعاء، حيث اضطر عدد من السفن الحربية الأميركية للانسحاب من مناطق الاشتباك والعودة إلى موانئ في البحر المتوسط والبحر الأحمر من أجل إعادة التزود بالصواريخ الاعتراضية، بعد نفادها بفعل الهجمات المتواصلة.
ووفقًا لما نقلته الصحيفة، فإن أحد أبرز التحديات التي واجهتها القوات الأميركية تمثّل في غياب آلية فعّالة لإعادة التذخير في عرض البحر، في ظل تعقيدات لوجستية متعلقة بالحجم الكبير والوزن الثقيل لصواريخ الاعتراض، وهو ما أكده كبير مهندسي الدفاع الجوي في جامعة جونز هوبكنز، مشيرًا إلى أن العملية “شديدة التعقيد” ولا يمكن تنفيذها بسهولة خلال الاشتباكات الجارية.
المواجهة، التي مضى عليها أكثر من نصف عام، أظهرت – بحسب التقرير – أن واشنطن باتت بحاجة إلى كميات ضخمة من صواريخ الاعتراض لمجاراة عمليات الاستهداف المستمرة التي تنفذها القوات اليمنية ضد السفن المرتبطة بالاحتلال وواشنطن، دعمًا لغزة ورفضًا للعدوان الإسرائيلي المستمر.
ولم تقتصر الأزمة على الولايات المتحدة، إذ أكدت الصحيفة أن “إسرائيل” نفسها، رغم امتلاكها منظومة دفاعية متعددة الطبقات توصف بأنها من الأكثر تطورًا عالميًا، تواجه أزمة في توافر هذه الصواريخ، ما يعكس عمق الاستنزاف الذي تسببت به عمليات محور المقاومة، خصوصًا من اليمن.
وتعد هذه التصريحات اعترافًا أميركيًا ضمنيًا بفشل استراتيجية الردع البحري في مواجهة تكتيكات صنعاء، التي أثبتت فاعليتها في فرض معادلات اشتباك جديدة وتحقيق أهداف استراتيجية دون الدخول في معارك تقليدية واسعة.
وبينما تحاول الولايات المتحدة تصوير عملياتها في البحر الأحمر على أنها “دفاعية”، إلا أن الوقائع الميدانية تظهر أن قوات صنعاء نجحت في جرّ واشنطن إلى معركة استنزاف طويلة الأمد، تهدد ليس فقط قدراتها اللوجستية، بل كذلك هيبتها العسكرية في واحدة من أهم الممرات البحرية العالمية.