مؤتمر دولي لحل الدولتين في نيويورك وسط يأس تام من جدواه
متابعات خاصة – المساء برس|
بدأت في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أعمال مؤتمر دولي بشأن ما يعرف بالتسوية السلمية للقضية الفلسطينية، برعاية مشتركة من فرنسا والسعودية، في ظل استمرار العدوان على غزة ومقاطعة الولايات المتحدة وإسرائيل للمؤتمر.
المشاركون دعوا إلى وقف فوري للحرب، وإطلاق رؤية سياسية جديدة لتطبيق حل الدولتين، وأكدت فرنسا أن المؤتمر يمثل نقطة تحول، كما شددت السعودية على أن الاستقرار يبدأ بمنح الفلسطينيين حقوقهم، فيما دعت قطر إلى الالتزام بالقانون الدولي.
الأمين العام للأمم المتحدة حذر من أن الحل السياسي بات أبعد من أي وقت، وسط توسيع الاحتلال في الضفة الغربية، وغياب الإرادة السياسية الفعلية.
ورغم تعدد التصريحات الداعية للسلام، فإن المشهد في غزة يعكس واقعا مأساويا: أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح، وآلاف المفقودين، ومجاعة تحصد الأرواح.
ويرى الغالبية العظمى من الشعوب العربية والمسلمة والفلسطينيين عموما وفي غزة خصوصا أن هذه المؤتمرات الدولية تبقى بعيدة عن إحداث تغيير ملموس، ويشككون في قدرتها على وقف المجازر أو إنهاء الاحتلال، معتبرين أن الرهان على إرادة دولية لم يعد مجديا في ظل التواطؤ مع العدوان واستمرار الحصار.
بل ذهب كثير من المراقبين أبعد من ذلك، معتبرين أن هذه المؤتمرات ليست سوى جزء من مخططات التآمر، ووسيلة لذر الرماد على العيون، لا سيما أن السعودية تتصدر الدول التي تقود عجلة التطبيع مع الكيان، في وقت تشارك فيه دول خليجية أخرى في ذبح الفلسطينيين، كالإمارات ومصر والبحرين، وغيرها من الأنظمة التي تواطأت بالصمت أو الدعم المباشر.
ويرى هؤلاء أن المؤتمر الأخير في نيويورك لا يخرج عن كونه محاولة لتجميل صورة الاحتلال، وتقديمه كشريك في السلام، بينما يواصل ارتكاب المجازر في غزة والضفة، ويعزز من سياسات التهجير والضم والاستيطان.
ويؤكد المراقبون أن الرهان على هذه المؤتمرات هو رهان خاسر، وأن الحل الحقيقي يبدأ من دعم المقاومة، ووقف كل أشكال التطبيع، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه، لا من خلال طاولات الحوار التي تُدار وفق أجندات غربية منحازة.