عراقجي يكشف كواليس الحرب الأخيرة: كنا على حافة الحرب ثلاث مرات

طهران – المساء برس|

كشف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في مقابلة متلفزة، كواليس المداولات داخل دوائر صنع القرار الإيراني عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، مؤكدًا أن الجمهورية الإسلامية كانت على أهبة الاستعداد للحرب في أكثر من محطة، وسط خلافات داخلية حول توقيت الرد وآليته.

وأوضح عراقجي أن جلسة طارئة عقدت مساء يوم الاغتيال، بدعوة من المرشد الأعلى، جمعت رئيس الجمهورية وأعضاء المجلس الأعلى للأمن القومي وعددًا من القادة السياسيين والعسكريين. وذكر أن الجلسة شهدت توافقًا عامًا على ضرورة الرد، لكن الخلاف تمحور حول التوقيت، حيث أبدى بعض القادة العسكريين تحفظهم على تنفيذ ضربة فورية دون استكمال الاستعدادات الدفاعية تحسبًا لأي تصعيد واسع.

وأشار إلى أن القرار النهائي نصّ على تنفيذ الرد بعد تجهيز منظومات الدفاع، وهو ما جرى لاحقًا. كما لفت إلى أن “الخلاف لم يكن مقتصرًا على جهة واحدة، بل كان بين السياسيين والعسكريين على حد سواء”.

وأكد عراقجي أن الجمهورية الإسلامية بلغت “حافة الحرب” ثلاث مرات منذ اغتيال هنية، في ظل سقوط سوريا وانتخاب دونالد ترامب، إلا أن الجهوزية العالية للمؤسسات العسكرية والسياسية، إلى جانب النشاط المكثف للدبلوماسية الإيرانية، حالت دون انفجار الوضع.

واتهم الوزير الإيراني كيان الاحتلال بمحاولة جرّ الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة، قائلاً: “صواريخنا لا تصل إلى الأراضي الأمريكية، لذلك هم يحاولون إدخال الأميركيين في المعركة”، كاشفًا أنه وجّه تحذيرًا لبعض المسؤولين في دول الجوار، بأن القواعد الأميركية على أراضيهم ستكون هدفًا لأي رد إيراني محتمل.

وفي ما يتعلق بالمفاوضات الدبلوماسية التي سبقت العدوان، شدد عراقجي على أنها جرت ضمن قرار استراتيجي للدولة، ونُفذت بتوجيه من القيادة العليا، نافياً تعرض السياسة الخارجية الإيرانية لأي “خداع”. وأكد أن طهران خرجت من تلك المرحلة بمكاسب سياسية معتبرة، أبرزها “إثبات حقانيتنا أمام الداخل والخارج”، حسب تعبيره.

أما بشأن قرار وقف إطلاق النار، فكشف عراقجي أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قرر منذ اليوم الثامن أو التاسع من العدوان، أن إيران مستعدة لوقف الحرب إذا طلب العدو ذلك.

وتلقى الوزير الإيراني اتصالات عدة تؤكد استعداد الاحتلال للتهدئة، فقام بإجراء مشاورات مع قيادة الحرس الثوري للتأكد من جاهزية القرار، ومن ثم أبلغ الوسطاء بقبول طهران المشروط بوقف العدوان الإسرائيلي.

وتحدث عراقجي عن “سوء فهم” في توقيت وقف النار، إذ اعتقدت القوات المسلحة أن التوقيت الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش، فاستمرت الضربات حتى 7:30 صباحًا بتوقيت طهران. وأوضح أن اللبس حُلّ لاحقًا باتصال مباشر.

كما تطرّق إلى مزاعم الاحتلال بخرق الاتفاق في الليلة الأولى، مؤكدًا أنها “ادعاءات زائفة”، وردّ على ذلك بإبلاغ الوسطاء أن “أي عدوان جديد سيقابَل برد أقسى من السابق”، مضيفًا: “إيران هي لبنان، وما فعلتموه في لبنان لن نسمح بتكراره هنا”.

واختتمت المقابلة بإشارة عراقجي إلى تدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أمر بوقف الغارات الجوية، بعد تلقي الرسالة الإيرانية، ما يُظهر—بحسب عراقجي—أن التنسيق بين واشنطن و”تل أبيب” كان قائمًا منذ اللحظة الأولى للعدوان.

 

قد يعجبك ايضا