بخصوص اليمن.. اعترافات جديدة لقائد البحرية الأمريكية
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في اعتراف جديد يفضح حجم الورطة الأمريكية في البحر الأحمر، أقرّ مرشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقيادة العمليات البحرية، الأدميرال داريل كودل، أن القوات الأمريكية تواجه “منحنى تعلم حاد” في اختيار الأسلحة المناسبة لمواجهة ما سمّاه “التهديد الحوثي” في البحر الأحمر.
كودل الذي تحدث، الخميس، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ خلال جلسة تثبيته في المنصب، قال إن المعارك مع القوات البحرية اليمنية أجبرت البحرية الأمريكية على مراجعة خياراتها الدفاعية، وتعديل آليات استخدام منظومتها الحربية “إيجيس”، بعد أن تبيّن أن استخدام صواريخ باهظة الثمن، مثل SM-2 وSM-6 وحتى SM-3، في التصدي لطائرات مسيّرة يمنية زهيدة الكلفة، أمر غير مستدام في ظل ما وصفه بـ”العمليات عالية الوتيرة”.
نزيف مالي وقلق استراتيجي
التقرير الذي نشره موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي، رصده وترجمه “المساء برس”، أشار إلى أن البحرية الأمريكية أنفقت مليارات الدولارات في محاولاتها لإسقاط الصواريخ والطائرات بدون طيار اليمنية، معترفة ضمنًا بفعالية القدرات العسكرية اليمنية، التي أجبرت واشنطن على استنزاف ترسانتها المتطورة.
وبحسب تصريحات كودل، فإن البيانات المستخلصة من معارك البحر الأحمر ساعدت في “تطوير أساليب الاشتباك” بحيث يتم استخدام “أصول أرخص” كالذخائر الموجهة بالليزر (AGR-20) أو الحرب الإلكترونية متى ما أمكن، بدلاً من الصواريخ الاعتراضية الباهظة.
“الحوثيون أجبرونا على مراجعة استراتيجيتنا”
وبعد مغادرة الولايات المتحدة مهزومة من البحر الأحمر على وقع معارك ضارية مع القوات اليمنية، لا تزال الاعترافات تظهر من كبار جنرالات البحرية أنها لم تكن مستعدة لمثل هذا النوع من المواجهات غير المتكافئة. فقد أقرّ القائم بأعمال رئيس العمليات البحرية، الأدميرال جيمس كيلبي، أن الاعتماد المكثف على صواريخ SM باهظة الثمن “غير قابل للاستمرار”، لا سيما أن تلك الذخائر تُعد ضرورية لأي صراع محتمل مع الصين.
تصريحات كيلبي وكودل تكشف، بوضوح، عن قلق عميق داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية بشأن استنزاف المخزون الاستراتيجي لصواريخ الاعتراض، وهو ما يعكس الأثر المباشر للعمليات اليمنية على جاهزية واشنطن لأي مواجهة أكبر.
التفوق اليمني يقلب موازين المعركة
وفي حين تحاول واشنطن تصوير ما جرى في البحر الأحمر كـ”حوادث إرهابية”، فإن الواقع العسكري على الأرض – أو في عرض البحر – يقول شيئاً مختلفاً تماماً. فالقوة الصاروخية اليمنية والدفاعات الجوية، التي طورتها صنعاء بإمكانات محدودة، تمكّنت من فرض معادلة جديدة في معركة السيادة البحرية، أجبرت الأسطول الأمريكي الخامس، بكل ما يملكه من طائرات ومدمرات وأنظمة اعتراض، على الاعتراف بالإخفاق والتكيف تحت الضغط.
منظومة الهيمنة تتآكل
تقرير “بيزنس إنسايدر” يكشف أيضاً عن تصاعد القلق في أروقة البنتاغون حول مستقبل الصناعات الدفاعية الأمريكية، في ظل الضغوط المترتبة على استمرار فرض اليمن معادلته في البحر الأحمر. وإذا ما عادت الحرب من جديد فإنه ومع كل طائرة مسيرة يمنية يتم إسقاطها، تخسر واشنطن ملايين الدولارات من الذخائر، مقابل أهداف كلفتها لا تتجاوز بضعة آلاف.
وهكذا، لا يبدو أن واشنطن تواجه فقط “منحنى تعلم” تقني كما ادعى الأدميرال كودل، بل أزمة استراتيجية تتعلق بتآكل هيبتها العسكرية أمام خصم يتسلح بالإرادة، ويقاتل دفاعاً عن قضية الأمة ومظلومية فلسطين.