الحوثي: يريدون أمة بلا سلاح في زمن الإبادة.. وغزة تثبت صوابية نهج المقاومة

صنعاء – المساء برس|

في كلمة جديدة ألقاها اليوم الخميس، حذر قائد حركة “أنصار الله”، عبدالملك الحوثي، من محاولات تجريد الأمة من سلاحها في الوقت الذي تتعرض فيه لهجوم وحشي تقوده أمريكا و”إسرائيل” على شعوب المنطقة، مؤكداً أن من يسعى إلى نزع سلاح الأمة إنما يمهد لتحويلها إلى فريسة مستباحة لعدو حاقد لا يعرف إلا القتل والإجرام.

وأشار الحوثي إلى أن محاولات نزع سلاح الشعوب تأتي في ظل استهداف شامل لأمتنا في دينها وأمنها وكرامتها، مستشهداً بتجارب مأساوية في التاريخ، ومنها مجزرة صبرا وشاتيلا التي وقعت بعد خروج المقاتلين الفلسطينيين من لبنان، ليثبت أن خلع السلاح في وجه عدوٍ حاقد لا يؤدي إلا إلى المجازر والإبادة.

وأكد أن الجرائم المتتالية في فلسطين طوال العقود الماضية كانت نتيجة لعدم امتلاك الشعب الفلسطيني السلاح الكافي، وفقدان الدعم العربي والإسلامي في المراحل الحرجة، مشدداً على أن العدو الصهيوني يحظى بأحدث الأسلحة وأكثرها فتكاً، بينما يُطلب من شعوب المنطقة المظلومة ألا تمتلك حتى ما تدافع به عن نفسها.

وقال إن الشعوب المستضعفة هي الأحق بامتلاك السلاح لأنها في موقع المعتدى عليه، وهي صاحبة الموقف الحق والعادل. وفي هذا السياق، ثمّن الصمود البطولي للمقاومة الفلسطينية، خصوصاً في قطاع غزة، مؤكدًا أن “الصمود العظيم لإخوتنا المجاهدين في قطاع غزة مستمر، وبطولاتهم قلّ أن يشهد العالم لها نظيراً”.

وأوضح الحوثي أن العدو الإسرائيلي يعيش أزمة عسكرية حقيقية، ويعاني من نقص بشري، وتنامي الظواهر النفسية داخل جيشه، إلى جانب ارتفاع نسبة التهرب من قوات الاحتياط، مما يعكس حجم المأزق الذي يعيشه الاحتلال. وفي المقابل، نفذت كتائب القسام نحو 15 عملية نوعية تنوّعت بين الكمائن، وتفجير الآليات، وعمليات القنص، إلى جانب العمليات المهمة التي نفذتها سرايا القدس، ضمن جو عام من التعاون والتكاتف داخل غزة.

وفي الشأن الديني ومواقف علماء الأمة، أشاد السيد الحوثي بالمواقف “المشرفة” لمفتي سلطنة عمان ومفتي ليبيا، منتقدًا ما وصفه بـ”الموقف المخزي” لمؤسسة الأزهر، التي سحبت بياناً كان يندد بجرائم الاحتلال في غزة، في تراجع وصفه بـ”المحزن والمؤسف”، يعكس رضوخ بعض علماء الدين لحسابات سياسية باطلة، ويعبّر عن حالة السكوت والخنوع التي تسود كثيراً من المؤسسات الدينية.

وفي ذات السياق، هاجم الحوثي الأصوات التي كانت تثير الفتنة في سوريا والعراق تحت لافتة “الجهاد”، بينما تقف اليوم صامتة أو مثبطة تجاه ما يجري في غزة، قائلاً إن هؤلاء كانوا ولا يزالون أبواق فتنة تستهدف الأمة من داخلها.

وتوقف الحوثي عند انطلاق أسطول الحرية رقم 36 في محاولة رمزية جديدة لكسر الحصار على غزة، معتبرًا أن هذه المرحلة تمثل فرصة تاريخية للمسلمين، في ظل أكبر موجة إدانة عالمية لجرائم الاحتلال، وتزايد التعاطف الدولي مع الحق الفلسطيني.

كما لفت إلى أن هناك انكشافاً غير مسبوق لحقيقة “إسرائيل” ومعها أمريكا والأنظمة الأوروبية المتصهينة، وهو ما يخلق مناخاً عالمياً داعماً لقضية فلسطين، إلا أن بعض الأنظمة العربية والإسلامية لا تزال تقف بمواقف باهتة لا تليق بحجم الإبادة الجماعية المرتكبة بحق المدنيين في غزة، على حد تعبيره.

وجدد الحوثي التحذير من تفويت الفرصة التاريخية المتاحة الآن، والتي قد لا تتكرر، داعياً الأمة إلى إدراك أهمية المرحلة، وتحمّل المسؤولية في نصرة فلسطين وغزة والمقاومة.

قد يعجبك ايضا