الاحتلال الإسرائيلي يعاود عدوانه على سوريا تزامنًا مع ترتيبات تطبيع يقودها المبعوث الأمريكي
المساء برس – متابعات خاصة
في تصعيد جديد ومتزامن مع تحركات دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة لإطلاق مسار تطبيع بين دمشق وتل أبيب، شن الطيران الحربي الإسرائيلي، الخميس، غارة على محافظة إدلب شمال سوريا، استهدفت مخزن أسلحة قالت وسائل إعلام عبرية إنه يتبع لفصائل تركستانية وصفتها بـ”الإرهابية”.
الهجوم الإسرائيلي تزامن مع تقارير عن توغل بري جديد في ريف القنيطرة القريبة من العاصمة دمشق، ما يعكس تصعيدًا ميدانيًا قد يرتبط مباشرة بالتحضيرات السياسية الجارية بين الطرفين برعاية أمريكية.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر إعلامية فرنسية بوصول السفير الأمريكي لدى أنقرة، توم بارك، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، إلى العاصمة باريس لإجراء ترتيبات نهائية تمهيدًا لانطلاق جولة مفاوضات مباشرة بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي على مستوى وزراء الخارجية.
وتأتي جولة باريس بالتوازي مع جولة فنية أخرى في العاصمة الأذرية باكو، تهدف، بحسب المصادر، إلى وضع اللمسات الإجرائية على مسار التطبيع، وسط تكتم رسمي من الأطراف المعنية.
ويرى مراقبون أن عودة الاحتلال لتكثيف غاراته في هذا التوقيت قد تكون محاولة لإعادة تشكيل المشهد داخل سوريا بما يتوافق مع الشروط الإسرائيلية والأمريكية، لا سيما مع وجود مخاوف من انشقاقات أو اعتراضات داخل الفصائل المسلحة التي ترتبط تاريخيًا بأجندات خارجية، وقد ترى في التطبيع مع إسرائيل انقلابًا على الخطاب السياسي الذي بُنيت عليه.
كما لا يُستبعد، بحسب المحللين، أن يكون التصعيد العسكري محاولة إسرائيلية لفرض أمر واقع قبيل أي اتفاق سياسي، وضمان إبعاد أي أطراف معارضة أو غير منضبطة من المشهد المستقبلي.
يُشار إلى أن الحديث عن مفاوضات تطبيع بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي ظل لعقود محاطًا بالرفض العلني من دمشق، إلا أن التطورات الإقليمية بسقوط نظام الأسد وسيطرة الفصائل المسلحة المدعومة غربياً على السلطة فتح المجال للاحتلال الذي يسعى لرسم خريطة التوازنات في الميدان السوري.