تقرير عبري: انهيار في المنظومة النفسية التربوية بالكيان الإسرائيلي وتفاقم الأزمات بسبب الحرب على غزة

المساء برس – متابعات|

كشفت صحيفة كالكاليست العبرية، أن تقريرًا خطيرًا صدر مؤخرًا عن مراقب الدولة في كيان الاحتلال الإسرائيلي، كشف عن انهيار واسع في المنظومة النفسية والتربوية، خاصة في أوساط الطلاب، وسط تجاهل متعمد من حكومة الاحتلال لتداعيات الحرب الأخيرة وتفاقم الأزمات النفسية والاجتماعية الناتجة عنها.

وبحسب التقرير، فإن العجز في أعداد الأخصائيين النفسيين التربويين بلغ أكثر من 1000 وظيفة، في حين لم يتم تحديث معيار الأخصائي لكل 1000 طالب منذ أكثر من 35 عامًا. وأظهرت الأرقام أن عدد الأخصائيين العاملين فعليًا لا يتجاوز 2400 فقط من أصل 3400 وظيفة معتمدة، بينما تحتاج المنظومة التربوية إلى 2600 أخصائي إضافي لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات النفسية المتزايدة.

ويؤدي هذا النقص إلى تداعيات خطيرة، أبرزها امتداد طوابير الانتظار للحصول على مقابلة أولية مع أخصائي نفسي إلى 55 يومًا، ما يُعد كارثة في التعامل مع الحالات الطارئة، خصوصًا بين المراهقين والأطفال الذين يعانون من ميول انتحارية أو أزمات نفسية حادة.

وأكد التقرير أن وزارة التربية في كيان الاحتلال كانت على علم منذ عام 2010 باتساع الضغوط على المنظومة النفسية التربوية، لكنها لم تُحدث المعايير أو توفر الموارد المطلوبة، رغم تضاعف الحالات التي تحتاج إلى تدخل. وشهد عام 2023 وحده ارتفاعًا بنسبة 122% في حالات التدخل النفسي الطارئ، وهو ما يعكس انفجارًا في الأزمات النفسية عقب جائحة كورونا والحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.

ووفقًا لما نقلته الصحيفة، فإن مراقب الدولة نبّه إلى أن غياب العلاج النفسي المناسب يتسبب بخسائر اقتصادية جسيمة سنويًا تتراوح بين 51 إلى 61 مليار شيكل، نتيجة التغيب عن العمل، وزيادة حالات الإعاقة النفسية، وارتفاع معدلات الجريمة، وفقدان الارتباط بسوق العمل.

وفي ما يتعلق بفئة الشباب المعرضين للخطر، أكد التقرير أن كيان الاحتلال لا يملك إحصائية دقيقة عن عددهم، نظرًا لعدم إجراء أي مسح شامل منذ عام 2009، وحتى ذلك الحين شمل المسح نحو 70% فقط من المناطق. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف هؤلاء الشباب غير معروفين للجهات الرسمية، ما يزيد من احتمالات انزلاقهم نحو الانحراف والتفكك الاجتماعي، لا سيما بعد حملات الإخلاء التي رافقت الحرب الأخيرة.

ويعكس هذا التقرير جانبًا خفيًا من الأزمات العميقة التي تضرب المجتمع الإسرائيلي في عمقه، خصوصًا في فئاته الشابة، في ظل إخفاق حكومي مستمر في معالجة الانهيار النفسي والاجتماعي المتسارع منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى” وتداعياتها المستمرة على الداخل الإسرائيلي.

قد يعجبك ايضا