لشعوب الدول المحيطة بفلسطين: إحذروا.. هكذا يشتتونكم عن واجبكم تجاه غزة التي تُذبح الآن
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
مقتبس من تغريدة للصحفي اليمني زكريا الشرعبي
كلما ارتفع منسوب الغضب الشعبي في البلدان العربية وخاصة دول الطوق المحيطة بفلسطين المحتلة تجاه المجازر اليومية في غزة، وكلما اقترب الناس من مساءلة أنظمة دولهم وحكامهم ومسؤوليهم عن تواطئهم أو صمتهم تجاه حرب “التجويع القاتل” التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تُطلق ماكينة الإلهاء والتضليل والتشتيت وتغييب الوعي عملها بدقة وخبث لاستهداف شعوب هذه الدول وتشتيتهم عن غزة وإشغالهم بتفاهات أقل ما يقال عنها أنها مُنحطة وتدل على انحطاط القائمين عليها ومسؤوليهم صعوداً حتى رأس هرم السلطة.
وفيما يلي إليكم بعضاً من أساليب التشتيت والإشغال التي تُمارسها أجهزة مخابرات حكام الدول العربية والإسلامية المحيطة بفلسطين المحتلة والدول التي لا تزال تتعامل مع الكيان الصهيوني اقتصاديا وتجارياً وأمنياً وسياسياً:
فنانة تُطلق من زوجها، وأخرى تعود لطليقها، وفتاة “تتجرأ” وتقفز إلى منصة الحفل لتُقبّل المغني أمام الكاميرات.
هذه بعض الأمثلة وهناك ما يصاحب هذه الأمثلة من شغل منظم ومحترف لإكمال مهمة التشتيت والتضليل عن ما يجري في غزة.
بعد ذلك يتم نشر القصة في كل القنوات، وتُدفع إلى الترند بواسطة اللجان الإلكترونية وذباب المنصات والميديا الرسمية.
ثم يُعاد تدوير هذه القصة أو تلك عشرات المرات عبر كل منصات التواصل، كي يتم دفع الناس للتعاطي معها تلقائياً تحت تأثير اللاشعور، والنتيجة تكون: بدلاً من نقاش الناس عن ما يحدث في غزة وبحث اساليب إنقاذ المجوّعين من الموت وكيفية إجبار أنظمتهم على التحرك وفعل شيء، ينسحب العامة لنقاش القصة المصطنعة التي حولتها المخابرات وإعلام السلطة إلى حدث كبير ومهم.
وبالمحصلة: يُترك دم الأطفال في غزة جانباً، ويُدفع الناس للانشغال بمثل تلك العناوين التافهة والمشاهد المصنوعة، وبهكذا يكون الهدف قد تحقق وهو أن تُنسى المجازر، وتُغسل صور الجثث، ويظل النظام والحاكم في مأمن من المساءلة.
وهذا النمط من الإلهاء والتشويش على الشعوب العربية لا يحدث صدفة، بل يتكرر كلما اقترب الناس من الانفجار، وكلما وقعت جريمة او مجزرة في قطاع غزة، وكلما لاح في الأفق وعي جمعي قد يهدد الرواية الرسمية أو يفضح تواطؤ الأنظمة مع الكيان الصهيوني.
باختصار ايها المواطنون العرب، هكذا تشتغل المخابرات في بلدانكم: تصنع “خبطة إعلامية” لتدفن المجازر، وتبني “قصة حب” لتخفي وجع أم ثكلى في غزة، وتُصدر “فضيحة” لتُغطي على مذبحة.
إنه إلهاء وتشويش وتخدير منظم، وسلاح ناعم يُستخدم لقمع ضمير الشعوب.
والمعادلة بسيطة:
حين ترتفع صرخة غزة، تُرفَع ضوضاء التفاهة في المقابل.. وهنا يجب علينا كشعوب متلقية لهذه التفاهات أن لا ننجر إلى ما يريده النظام وما يحقق به هدفه، من خلال تجاهل هذه التفاهات وعدم التعاطي معها، أو تحويلها من منفذ لإلهاء الشعوب عن غزة إلى فرصة لتسليط الضوء على غزة وما يحدث في غزة وما يفترض بأنظمة دولكم وحكوماتكم القيام به من أجل غزة، فمثلاً سيكون من المناسب التعليق على حدث ما “تافه” بتوجيه اللوم على السلطة تجاه صمتها عن ما يحدث في غزة وتوجيه تساؤلات عن الأدوار المشبوهة التي تمارسها هذه الأنظمة لدعم الاحتلال الصهيوني، كأن يتساءل البعض عن سبب استمرار النظام المصري فتح موانئ مصر لاستقبال وتحميل بضائع الاحتلال الصهويني بطريقة جعلت من هذه الموانئ ترانزيت رئيسي يستخدمه الكيان الصهيوني للالتفاف على الحصار البحري الذي فرضه اليمن على الاحتلال.