إسرائيل تغير تكتيكها العسكري في اليمن وتلجأ للمسيّرات لأول مرة خوفاً من دفاعات صنعاء
خاص – المساء برس|
كشف تقرير نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن تغيير نوعي في التكتيكات العسكرية الإسرائيلية خلال عدوانها الجديد على اليمن، وذلك باستخدام طائرات بدون طيار لأول مرة في استهداف ميناء الحديدة صباح اليوم، الإثنين، في تطور يعكس قلقاً إسرائيلياً متصاعداً من تنامي قدرات الدفاع الجوي للقوات المسلحة اليمنية التابعة لصنعاء.
ووفقاً لمصادر عسكرية إسرائيلية نقلت عنها الصحيفة، فإن سلاح الجو نفذ الهجوم عبر مسيّرات قتالية، بدلاً من استخدام المقاتلات الحربية كما جرت العادة في الهجمات السابقة. ويأتي هذا التحول بعد أن أظهرت الدفاعات الجوية اليمنية قدرة متقدمة في التصدي للغارات الإسرائيلية السابقة، وإجبار الطائرات المعادية على الانسحاب من الأجواء دون تنفيذ مهماتها كما حدث في الهجوم الإسرائيلي السابق قبل نحو أسبوعين.
وكانت قوات صنعاء قد أكدت عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير قبل أسبوعين، أن منظوماتها الدفاعية أفشلت الغارات وأجبرت تشكيلات العدوان على المغادرة، مما يشير إلى تصاعد تكلفة المغامرات الجوية الإسرائيلية في أجواء اليمن، لا سيما في ظل التصعيد الإقليمي المتسارع.
وكان الهجوم قبل الأخير على الحديدة يهدف لشن هجوم شامل على عدة مدن يمنية وبسبب الدفاعات اليمنية اضطرت المقاتلات لإلقاء بعض حمولتها من الذخيرة في ميناء الحديدة عن طريق إطلاقها على بعد مئات الأميال دون الاقتراب من الاجواء اليمنية فيما الجزء الآخر من المقاتلات عادت دون تنفيذ مهامها.
وقبل ظهر اليوم تعرض ميناء الحديدة لسلسلة غارات استهدفت منشآت مدنية، من بينها معدات هندسية تُستخدم في إعادة تأهيل البنية التحتية، بالإضافة إلى خزانات وقود وسفن تجارية وبنية ملاحية.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي بياناً أقر فيه بمسؤوليته عن القصف، مدعياً أن الأهداف كانت “مرتبطة بمشاريع بنى تحتية تستخدمها القوات اليمنية في عملياتها البحرية ضد السفن الإسرائيلية”.
ويأتي هذا العدوان في وقت حساس، إذ أعلنت هيئة ميناء إيلات الإسرائيلي، البوابة البحرية الوحيدة للكيان الصهيوني على البحر الأحمر، عن انهيار مالي كامل نتيجة الحصار البحري الذي تفرضه قوات صنعاء منذ أواخر عام 2023، ومنعها عبور أي سفينة باتجاه الميناء، مما أدى إلى تراكم الديون وتوقف النشاط الملاحي.
ومنذ إعلان صنعاء انخراطها في معركة “طوفان الأقصى” إلى جانب المقاومة الفلسطينية في غزة، اتخذت من البحر الأحمر ساحة استراتيجية لاستهداف المصالح الإسرائيلية والغربية، خصوصاً مع بروز دورها في شل حركة الملاحة المرتبطة بإسرائيل عبر باب المندب.
ويشير مراقبون إلى أن لجوء إسرائيل للمسيّرات في هذه المرحلة ليس مجرد خيار تكتيكي بل يعكس أزمة عسكرية فعلية، حيث باتت تكاليف استخدام الطائرات المأهولة في ظل تصاعد قدرات الردع اليمني، أكثر كلفة وخطورة.
ويُرجح أن تلجأ إسرائيل مستقبلاً إلى مزيد من الهجمات عن بُعد، أو عبر وكلاء، في محاولة للالتفاف على منظومات الدفاع الجوي اليمنية، ما يُعد مؤشراً على فشل رهاناتها السابقة في حسم المعركة من الجو أو تحييد التهديد اليمني في البحر الأحمر.