اشتباكات دامية في السويداء السورية وتدهور إنساني غير مسبوق وسط تعتيم وانقطاع شامل
السويداء – المساء برس|
تتواصل الاشتباكات العنيفة في مدينة السويداء وريفها بين مقاتلين من أبناء الطائفة الدرزية من جهة، وعناصر مسلحة تابعة لوزارة الدفاع السورية وعشائر بدوية من جهة أخرى، وسط تصعيد خطير يترافق مع قصف مدفعي وجوي عنيف، وانقطاع الكهرباء والإنترنت عن مختلف مناطق المحافظة.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات تابعة لوزارة الدفاع السورية كثفت قصفها على أحياء المدينة وقرية سهوة البلاطة منذ منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، مستخدمة المدفعية والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين ووقوع إصابات حرجة، في ظل تعذر وصول الكوادر الطبية بسبب استهداف الطرق والمراكز الحيوية.
وفي تطور لافت، وثّق المرصد ارتفاع عدد القتلى منذ صباح الأحد الماضي إلى 248 قتيلاً، بينهم 71 مدنياً من أبناء المحافظة، و21 شخصاً جرى إعدامهم ميدانياً برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، بالإضافة إلى 156 عنصراً من قوات النظام وأجهزته الأمنية، من ضمنهم 18 من البدو. وتشير هذه الأرقام إلى حجم المأساة واتساع رقعة العنف.
وبحسب مصادر المرصد، تتمركز الاشتباكات حالياً في محيط ساحة تشرين وسط المدينة، وتشهد عمليات كرّ وفرّ، وسط تحصن قناصين اثنين يتبعان لوزارة الدفاع، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني وخطورة التنقل في المنطقة. كما شوهدت سيارات تابعة للوزارة وهي تنقل ممتلكات خاصة بالمدنيين من المدينة، ما اعتبره السكان المحليون نهبًا منظمًا تحت غطاء عسكري.
أما من الناحية الإنسانية، فالوضع في مستشفى السويداء الوطني على حافة الانهيار، حيث أفادت المصادر بأن الطواقم الطبية تعمل منذ أكثر من 72 ساعة دون انقطاع، في ظل نقص حاد في الإمدادات والمستلزمات الطبية، وانقطاع الكهرباء عن المستشفى، وعدم القدرة على إدخال الدعم الطبي بسبب استهداف الطرق الرئيسية من قبل قناصة.
ووجه المرصد نداءً عاجلاً لفتح ممرات إنسانية لإجلاء الجرحى والمرضى، وتأمين وصول الإمدادات، في ظل ما وصفه بتعتيم إعلامي متعمد، وغياب أي استجابة رسمية حتى الآن.
وتواجه مدينة السويداء لحظة مصيرية، بين نيران السلطة المركزية وتجاهل دولي مخزٍ، فيما يصرّ أبناء المدينة على حماية أرضهم وكرامتهم، وسط دعوات متكررة لوقف التصعيد وإنقاذ ما تبقى من الأرواح والبنية التحتية المنهارة.