تعثر مفاوضات التهدئة في الدوحة.. ونتنياهو يتمسك بخريطة التقسيم و”التهجير”

فلسطين المحتلة – المساء برس|

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سجلت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد أكثر من 100 فلسطيني، بينهم أطفال ونازحون، خلال يوم السبت فقط، فيما تحذّر مصادر طبية من تفاقم المجاعة مع دخول الحصار يومه الـ133، وسط تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر فلسطيني قوله إن المفاوضات تمرّ بـ”صعوبات معقدة”، مرجعاً ذلك إلى “إصرار إسرائيل على خريطة انسحاب تتيح لها إعادة التموضع في أكثر من 40% من مساحة القطاع”، وهو ما وصفه المصدر بأنه “محاولة لإعادة احتلال نصف غزة، وفرض واقع تقسيمي يُمهّد لتهجير قسري نحو مصر أو دول أخرى”، مؤكداً رفض حركة “حماس” المطلق لهذه الخطة.

المصدر نفسه شبّه المقترح الإسرائيلي بـ”معسكرات نازية حديثة”، مشدداً على أن وفد المقاومة “لن يقبل بأي صيغة تُجزئ القطاع أو تُضفي شرعية على الاحتلال”. وأوضح أن الوسطاء المصريين والقطريين طلبوا تأجيل النقاش حول ملف الانسحاب حتى وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى الدوحة.

من جهته، أكد مصدر فلسطيني ثانٍ أن “حماس” تطالب بانسحاب كامل من المناطق التي أعاد الاحتلال اجتياحها بعد 2 مارس، متهماً “إسرائيل” بـ”تعطيل الاتفاق ومواصلة سياسة الإبادة”.

في المقابل، اتهم مسؤول سياسي إسرائيلي حركة “حماس” بـ”رفض تقديم أي تنازل”، وزعم أن الحركة “تشنّ حرباً نفسية لإفشال التفاوض”. بينما كرر رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، موقفه الرافض لأي تسوية لا تشمل “القضاء على حماس”، معلناً أن وقف إطلاق النار “مرتبط بتخلي الحركة عن سلاحها وانسحابها من إدارة غزة”.

نتنياهو، الذي عاد من واشنطن بعد لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال إن اتفاقاً لوقف إطلاق النار قد يُعلن خلال أيام، يتضمن هدنة لـ60 يوماً يتم خلالها تنفيذ أولى دفعات تبادل الأسرى.

وفي السياق، أكدت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 57,882 شهيداً منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، بعد وصول 59 شهيداً و208 إصابات إلى المستشفيات خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة. وأفادت مصادر طبية لوكالة معاً بأن عدد الشهداء خلال السبت بلغ 110، بينهم 34 من المواطنين الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية.

من جانبه، أعلن الدفاع المدني أن قوات الاحتلال قصفت خيمة لعائلة نازحة في مخيم المناصرة بدير البلح، ما أدى إلى استشهاد أب وأم وطفلهما. وأوضح جيش الاحتلال أنه قصف 250 “هدفاً إرهابياً” في أنحاء القطاع خلال 48 ساعة.

في سياق متصل، حذرت مصادر طبية في غزة من أن 67 طفلاً استشهدوا حتى الآن بسبب سوء التغذية، مشيرة إلى أن أكثر من 650 ألف طفل دون سن الخامسة معرّضون لخطر سوء التغذية الحاد من أصل 1.1 مليون طفل في القطاع.

ولفتت إلى أن “المجاعة تتصاعد يوماً بعد يوم”، بينما تُسجّل عشرات حالات الوفاة جراء نقص الغذاء والمكملات الدوائية الأساسية. وأكدت أن الاحتلال يمنع دخول الغذاء والدواء منذ أكثر من 4 أشهر، في جريمة جماعية موصوفة.

وأشارت سبع وكالات أممية إلى أن نقص الوقود بلغ مستويات حرجة في غزة، وأن السكان يعيشون “على حافة المجاعة”، في وقت تُمنع فيه التغطية الإعلامية المستقلة بفعل القيود الإسرائيلية، وفق ما أكدته وكالة “فرانس برس”.

قد يعجبك ايضا