تصعيد استيطاني في الضفة الغربية بغطاء عسكري ودعوات فلسطينية للمقاومة الشاملة

فلسطين المحتلة – المساء برس|

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي توسيع مشاريعها الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، عبر مخطط ميداني واسع يتكامل فيه “جيش” الاحتلال مع مجموعات المستوطنين، وسط صمت دولي وتخاذل رسمي فلسطيني، وفق ما تؤكده القوى الوطنية والإسلامية.

وفي أحدث الاعتداءات، أفادت مصادر محلية فلسطينية بأن جرافات المستوطنين شرعت، اليوم السبت، بأعمال تجريف وتسوية للأراضي الزراعية في بلدة رابا جنوب شرق جنين، في خطوة واضحة للتمهيد لمصادرة الأراضي لصالح توسعة المستوطنات. وفي سهل قاعون غرب قرية بردلة في الأغوار الشمالية، جرى نصب “كرفانات” بهدف إقامة بؤرة استيطانية جديدة، بحسب ما وثقته لجان الدفاع عن الأراضي.

وفي محافظة سلفيت، أقام المستوطنون خياماً في الجهة الغربية من بلدة ديراستيا، في محاولة للاستيلاء على أراضٍ خاصة، علماً بأن البلدة محاصرة فعلياً بتسع مستعمرات وبؤرتين رعويتين، ما يجعلها في مرمى التهديد الديمغرافي المباشر، كما تشير تقارير محلية.

أما في مدينة أريحا، فقد اقتحمت مجموعات استيطانية قرية شلال العوجا شمال المدينة، وأطلقت مواشيها في المناطق السكنية، مسبّبة أضراراً واسعة في المراعي والأراضي الزراعية، وفق ما نقلته منظمة “البيدر” للدفاع عن حقوق البدو. وأوضح المشرف العام للمنظمة، حسن مليحات، أن الاقتحامات اليومية تجري تحت حماية مباشرة من “جيش” الاحتلال، وتزيد من حالة التوتر والفوضى في المنطقة.

في المقابل، دعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إلى تصعيد المقاومة الشعبية، وتفعيل لجان الحماية في وجه الهجمات المتصاعدة، واصفة ما يجري بأنه “جرائم موصوفة ترتكبها قطعان المستوطنين تحت حماية مباشرة من الاحتلال”.

وقال القيادي في الحركة، محمود مرداوي، إن “الاحتلال يسعى لفرض واقع استيطاني جديد عبر القتل والتهجير، في ظل غياب أي دور حقيقي للسلطة الفلسطينية، التي تواصل تنسيقها الأمني مع الاحتلال”، داعياً إلى “موقف وطني موحّد يرتكز على المقاومة الشاملة لردع المخططات الإسرائيلية”.

من جانبها، اتهمت حركة “فتح” ميليشيات المستوطنين بارتكاب مجزرة منظمة في بلدة سنجل شمال شرق رام الله، راح ضحيتها الشابان سيف الدين مصلط، وهو فلسطيني أميركي الجنسية، ومحمد الشلبي، إلى جانب إصابة العشرات. واعتبرت الحركة أن ما حدث يدخل ضمن “سياسة التطهير العرقي التي تنفذها حكومة الاحتلال الفاشية عبر أدواتها الاستيطانية”.

وطالبت “فتح” بمحاسبة حكومة الاحتلال وميليشيات المستوطنين أمام المحاكم الدولية، داعية المجتمع الدولي إلى وقف “الجرائم الممنهجة”، كما حمّلت الإدارة الأميركية مسؤولية مباشرة عن مقتل أحد مواطنيها.

ويرى مراقبون أن تصاعد الهجمات الاستيطانية يهدف إلى تفكيك النسيج الجغرافي والديمغرافي الفلسطيني، وتحويل القرى والمدن إلى جزر معزولة، تمهيداً لفرض “السيادة الإسرائيلية” على الضفة الغربية من جانب واحد، في سياق خطة الضم التدريجي.

وتؤكد القوى الفلسطينية أن الردّ على هذه السياسات يجب أن يكون ميدانياً، عبر دعم الانتفاضة الشعبية، وتعزيز أدوات المقاومة في كافة المناطق المستهدفة، خصوصاً أن “المجتمع الدولي يواصل تجاهل الانتهاكات الجسيمة لقواعد القانون الدولي”، بحسب تعبير القيادي في “حماس”.

قد يعجبك ايضا