تقرير دولي: ارتفاع حاد في تكلفة تأمين السفن بالبحر الأحمر مع تصاعد هجمات القوات اليمنية

متابعات خاصة – المساء برس|

ارتفعت تكلفة التأمين على السفن التجارية العابرة للبحر الأحمر بشكل غير مسبوق خلال الأيام الماضية، بعد استئناف القوات المسلحة اليمنية ضرباتها البحرية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل، بحسب ما كشفته صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن أقساط تأمين “مخاطر الحرب” على السفن التي تمر في الممر المائي الرابط بين أفريقيا وآسيا قفزت إلى 1% من القيمة الإجمالية للسفينة، بعد أن كانت 0.4% كحد أقصى، وذلك عقب استهداف سفينة الشحن اليونانية “ماجيك سيز” يوم الأحد الماضي.

وأوضح ماركوس بيكر، رئيس قسم الشحن البحري في شركة “مارش ماكلينان” – أكبر شركة وساطة تأمين في العالم – أن هذا الارتفاع يعني أن تكلفة تأمين سفينة بقيمة 100 مليون دولار ارتفعت من 300 ألف إلى مليون دولار لكل رحلة تمر عبر البحر الأحمر.

وجاء الهجوم على سفينة “ماجيك سيز” التي تملكها شركة يونانية بعد أيام من استهداف سفينة أخرى تدعى “إتيرنيتي سي” ترفع علم ليبيريا، ما يعكس تصعيدًا متسارعًا في العمليات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل أو الداخلة إلى موانئها.

وقال بيكر للصحيفة إن “الديناميكيات في أسعار التأمين باتت أغرب مما رأيته من قبل”، محذرًا من أن استمرار استهداف السفن قد يدفع المزيد من شركات الشحن إلى اتخاذ طريق بديل حول رأس الرجاء الصالح، وهو ما يضاعف التكاليف ويزيد من اضطراب سلاسل الإمداد العالمية.

ويُعد البحر الأحمر أحد أهم الممرات البحرية التجارية في العالم، إذ تمر عبره كميات ضخمة من النفط والبضائع من الخليج وآسيا نحو أوروبا وأميركا. وتشير الصحيفة إلى أن استمرار التصعيد سيؤدي إلى ارتفاع في أسعار الوقود والسلع عالميًا.

تأتي هذه التطورات في ظل استمرار القوات المسلحة اليمنية، منذ نوفمبر 2023، في تنفيذ عمليات بحرية ضد السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها، وذلك دعمًا لغزة وضمن عمليات “طوفان الأقصى”. ورغم تشكيل تحالف غربي بقيادة أميركية تحت اسم “حارس الازدهار” في ديسمبر 2023 لحماية الملاحة، فشل في وقف الضربات اليمنية التي باتت أكثر دقة واتساعًا.

وأعلنت القوات المسلحة اليمنية مرارًا أن عملياتها لن تتوقف إلا بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة ووقف عدوانه، معتبرة أن البحر الأحمر بات “ساحة مواجهة مشروعة” ضد المصالح المرتبطة بإسرائيل. كما أن القوات اليمنية باتت تستخدم تقنيات صاروخية وبحرية متقدمة أثبتت فاعليتها في استهداف السفن على مسافات بعيدة، مما أربك الحسابات الغربية في البحر الأحمر وباب المندب.

قد يعجبك ايضا