بلومبرغ: الإمارات تستغل النزاعات في إفريقيا لتوسيع نفوذها العسكري والسياسي

متابعات – المساء برس|

كشفت وكالة بلومبرغ الأمريكية أن دولة الإمارات تستخدم النزاعات الأهلية في إفريقيا، وعلى رأسها الحرب في السودان، كمنصة لتوسيع نفوذها العسكري والسياسي، عبر إنشاء بنى تحتية تخدم مصالحها الاستراتيجية تحت غطاء الدعم اللوجستي

وبحسب التقرير، أقامت الإمارات شبكة لوجستية متقدمة في دول مجاورة للسودان، تشمل مدارج طيران ومستشفيات ميدانية ومشاريع بنية تحتية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة ممنهجة للتموضع العسكري في مناطق النزاع، وليس استجابة لحاجات إنسانية كما تدعي أبو ظبي.

في نوفمبر الماضي، عرض الشيخ شخبوط بن نهيان اتفاقا على رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى يسمح للإمارات باستخدام مدارج الطائرات في شرق البلاد مقابل استثمارات في قطاعات التعدين والدفاع، ما اعتبر صفقة نفوذ لا علاقة لها بالتنمية، بل تهدف إلى تسهيل الإمداد لقوات الدعم السريع السودانية.

ورغم نفي الإمارات تقديم أي دعم عسكري، تؤكد تقارير دبلوماسية أن أبو ظبي أنشأت نقاط إمداد لقوات الدعم السريع في تشاد وجنوب السودان، ما ساهم في إطالة أمد الحرب السودانية وتعقيد مسارات الحل السياسي، كما أن المحكمة الدولية رفضت دعوى الجيش السوداني ضد الإمارات، ما فتح الباب أمام استمرار تدخلها دون مساءلة.

ويرى محللون أن علاقة الإمارات بقوات الدعم السريع تنبع من عدائها التاريخي للتيارات الإسلامية، التي تمثل جزءا من تركيبة الجيش السوداني، ما يجعل دعمها لطرف دون آخر جزءا من مشروع سياسي أوسع يستهدف إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة.

في الوقت نفسه، تواصل الإمارات استخدام أدوات الاستثمار والمساعدات كوسيلة لاختراق العمق الإفريقي، حيث ضخت مليارات الدولارات في مشاريع الطاقة والموانئ والمطارات، ليس بدافع التنمية، بل لتأمين موطئ قدم دائم في مناطق استراتيجية مثل القرن الإفريقي والساحل.

في الصومال، وسعت الإمارات مطار بوصاصو ليصبح مركزا لوجستيا يخدم مصالحها الأمنية، بينما تشير صور الأقمار الصناعية إلى توسعات كبيرة منذ بداية 2023، في إطار اتفاق مع موانئ دبي العالمية.

وفي مصر، ضمنت أبو ظبي نفوذا اقتصاديا عبر تعهدها باستثمار 35 مليار دولار، ما أنقذ النظام من أزمة نقدية خانقة.

قادة إقليميون، مثل رئيس جيبوتي إسماعيل عمر غيله، وصفوا السياسة الإماراتية بأنها مزعزعة للاستقرار، في ظل تداخل المصالح الاقتصادية والعسكرية مع النزاعات المحلية، ومع استمرار الحرب في السودان، تبدو الإمارات طرفا فاعلا في تأجيج الصراع، لا وسيطا محايدا كما تحاول أن تظهر.

وفي السياق ذاته، لا يمكن فصل التحركات الإماراتية في إفريقيا عن سجلها التدخلي في اليمن، حيث دعمت فصائل مسلحة موالية لطارق عفاش والمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزبيدي، في محاولة لتفكيك وحدة البلاد وفرض واقع سياسي يخدم مصالحها، كما سعت للسيطرة على جزر يمنية استراتيجية مثل سقطرى وميون، وسط تقارير عن تنسيق أمني مع إسرائيل، ما أثار مخاوف من تحويل هذه المواقع إلى قواعد استخباراتية وعسكرية تخدم أجندات إقليمية تتجاوز حدود اليمن.

 

قد يعجبك ايضا