واشنطن بوست: ترامب يجمّد شحنات سلاح إلى أوكرانيا لتعزيز ترسانة “إسرائيل” وسط نقص في الموارد
واشنطن – المساء برس|
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، اليوم السبت، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قررت تعليق عدد من شحنات الأسلحة المخصصة لأوكرانيا، بهدف تحويل الموارد العسكرية الحيوية إلى “إسرائيل”، في ظل تصاعد التوتر في الشرق الأوسط وتراجع المخزون الأميركي من الذخائر، ما يعكس أزمة أولويات متزاحمة تتجاوز قدرات واشنطن العسكرية الفعلية، بحسب محللين.
وبحسب الصحيفة، فإن القرار المفاجئ بتجميد شحنات تشمل صواريخ باتريوت، وصواريخ موجهة GMLRS، وصواريخ هيلفاير، وستينغر المحمولة، جاء بعد أن طلبت “إسرائيل” دعماً إضافياً لمواجهة الضربات الإيرانية في ما عُرف بـ”حرب الأيام الـ12″، وكذلك لحماية قاعدة العديد الأميركية في قطر التي تعرّضت لهجوم إيراني في 23 يونيو الماضي.
وأشار الكاتب جيسون ويليك في مقاله إلى أن تراجع الدعم العسكري لكييف، بالتزامن مع الضربات التي شنّها ترامب ضد إيران، يعكس استراتيجية الرئيس الأميركي المفضّلة، والتي ترتكز على خوض حروب محدودة ذات نتائج سريعة، على حساب التورط في صراعات طويلة الأمد، مثل الحرب المستمرة في أوكرانيا، التي يرى ترامب أنها تستنزف القوة الأميركية دون مكاسب واضحة، خاصة أمام خصم نووي كروسيا.
ورغم تأكيد ترامب لاحقاً، في 3 يوليو الجاري، أن واشنطن “ستواصل دعم أوكرانيا”، إلا أنه شدد على أن “أمن الترسانة الأميركية أولاً”، وهو ما فسّره مراقبون بأنه توجّه لإعادة هيكلة الأولويات العسكرية بما يخدم المصالح الأميركية المباشرة، خصوصًا في ظل المخاوف المتزايدة من مواجهة إقليمية مع إيران قد تمتد إلى جبهات متعددة.
وفي المقابل، عبّرت أوكرانيا عن استيائها العميق من القرار، وأفادت وسائل إعلام محلية بأن مسؤولين أوكرانيين طلبوا توضيحات عاجلة من واشنطن، خصوصًا أن القرار جاء في وقت تتعرض فيه البلاد لموجات غير مسبوقة من الهجمات الجوية الروسية.
وكانت شبكة NBC News قد كشفت الشهر الماضي عن نقص حاد في الذخائر داخل “الجيش” الإسرائيلي، ما يضعف قدرته على خوض أي مواجهة شاملة، وهو ما جعل تل أبيب تضغط بقوة على إدارة ترامب لتوفير إمدادات عاجلة، ولو على حساب حلفاء آخرين مثل أوكرانيا.
وتعكس هذه التطورات تحولًا جوهريًا في توازن الدعم الأميركي الخارجي، من أوكرانيا إلى “إسرائيل”، وسط صراع أولويات محتدم يختبر حدود القوة الأميركية في زمن التوترات المتزامنة.