تصعيد روسي واسع بعد مكالمة ترامب – بوتين وواشنطن تفاجئ كييف بوقف شحنات سلاح حيوية

موسكو – المساء برس|

في تحول لافت على خط الأزمة الأوكرانية، أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تناولت الحرب في أوكرانيا وقضايا إقليمية أخرى، من بينها إيران والشرق الأوسط. ورغم إعلان ترامب أنه أثار مسألة “إنهاء العمل العسكري”، إلا أنه أقر لاحقاً بـ”الإحباط الشديد” لعدم تحقيق أي تقدم في سبيل وقف الحرب التي تدخل عامها الرابع.

وفيما أبدى الكرملين تمسكه بخيار الحل التفاوضي دون التراجع عن أهدافه الاستراتيجية، شهد الميدان الأوكراني تصعيداً غير مسبوق بعد ساعات من الاتصال، حيث شنّت القوات الروسية هجوماً جوياً واسعاً استهدف العاصمة كييف، أسفر عن إصابة 20 شخصاً، وتدمير مبانٍ سكنية ومواقع بنية تحتية، في واحدة من أكبر الضربات الجوية التي نفذتها روسيا حتى الآن، باستخدام أكثر من 550 طائرة مسيّرة وصاروخاً.

كما هاجمت روسيا مدينة بولتافا وسط البلاد، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 47 آخرين، بينما أعلن الجيش الروسي سيطرته على قرية ميلوف في منطقة خاركيف، ما يفتح جبهة جديدة على خط النار.

وعلى وقع هذا التصعيد، تلقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتصالاً من ترامب وصفه مسؤولون أوكرانيون بأنه “مهم”، لكنه تزامن مع قرار مفاجئ من البنتاغون بوقف شحنات أسلحة حيوية إلى أوكرانيا، بما فيها صواريخ “باتريوت”، الأمر الذي صدم كييف وحلفاءها الأوروبيين الذين لم يتم إبلاغهم مسبقًا.

واعتبرت وزارة الدفاع الأميركية القرار إجراءً “مؤقتاً” لمراجعة القدرات الدفاعية الأميركية، في ظل مخاوف من انخفاض المخزونات، فيما طالبت أوكرانيا بتوضيحات عاجلة، مشددة على أن أي تأخير في الدعم من شأنه أن “يشجع المعتدي الروسي”.

وفي محاولة للتعويض، أعلنت كييف نيتها شراء 10 منظومات باتريوت بقيمة 15 مليار دولار، وأشارت إلى اتفاق جديد مع شركة أميركية لتصنيع طائرات مسيّرة داخل أوكرانيا.

في المقابل، رأى محللون في واشنطن أن وقف الشحنات يعكس تحولاً في أولويات إدارة ترامب، مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط واحتياجات “إسرائيل” الدفاعية المتزايدة، إلى جانب تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الخليج.

ويخشى المسؤولون الأوكرانيون من تراجع التزام واشنطن على المدى الطويل، وسط حديث متزايد عن سعي البيت الأبيض للضغط على كييف نحو تنازلات سياسية تفتح باب التسوية مع موسكو، في إطار حسابات انتخابية داخلية للرئيس الأميركي.

قد يعجبك ايضا