النفط يقفز بعد تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الذرية وتراجع الدولار الأميركي

طهران – المساء برس|

ارتفعت أسعار النفط في العقود الآجلة، يوم الأربعاء، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية عقب إعلان إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إضافة إلى تراجع قيمة الدولار الأميركي، ما عزز من مكاسب الخام رغم توقعات بزيادة الإمدادات من كبار المنتجين خلال الشهر المقبل.

وارتفع خام برنت بمقدار 56 سنتاً، ما نسبته 0.8%، ليصل إلى 67.67 دولاراً للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 53 سنتاً إلى 65.98 دولاراً للبرميل.

وتأتي هذه القفزة السعرية في ظل تصعيد إيراني واضح، حيث أعلنت طهران بدء تطبيق قانون جديد يقضي بأن أي عمليات تفتيش نووي مستقبلية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تتم إلا بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ما يعني عملياً تقييد وصول المفتشين الدوليين إلى المواقع النووية الحساسة.

واتهمت إيران الوكالة الدولية بـالانحياز وتقديم الذرائع للعدوان الإسرائيلي، في إشارة إلى الضربات التي نُفذت مؤخراً على أراضيها تحت مزاعم غربية تتعلق ببرنامجها النووي.

كما أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، تنفيذ قرار مجلس الشورى القاضي بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما اعتُبر تصعيداً مباشراً في وجه الضغوط الدولية والغربية، وخصوصاً بعد ما وصفه بـ”الصمت الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة”.

من جهة أخرى، ساهم تراجع الدولار الأميركي، الذي لامس أدنى مستوياته منذ أكثر من عامين، في دعم أسعار النفط، وذلك مع تصاعد القلق في الأسواق بشأن مشروع الإنفاق الضخم للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتزايد التوقعات باتجاه خفض محتمل لأسعار الفائدة.

ويزيد ضعف الدولار من جاذبية السلع المقومة به، مثل النفط، ما يجعلها أقل تكلفة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.

يُذكر أن هذه التطورات تأتي وسط حالة ترقب متزايدة في الأسواق للطبيعة المستقبلية للعلاقات الإيرانية الغربية، ومدى تأثير ذلك على سوق الطاقة، خاصة أن أي توتر جديد في منطقة الخليج، حيث تتركز صادرات النفط العالمية، قد يؤدي إلى اضطرابات حادة في الإمدادات وارتفاع الأسعار.