أمريكا تعترف رسمياً: سنغلق الوكالة الأمريكية للتنمية لفشلها في فرض النفوذ الأمريكي على الدول
خاص – المساء برس|
في خطوة مثيرة، ومكاشفة جريئة، أقرت الإدارة الأمريكية بطبيعة ودور الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي تغلغلت في البلدان العربية والإسلامية ومناطق أخرى، مقرة بأنها فشلت في مهمتها القائمة على أساس فرض النفوذ الأمريكي على الدول التي الأخرى.
وأعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر وزير الخارجية ماركو روبيو، عن إنهاء عمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) رسميًا اعتبارًا من الأول من يوليو الجاري، وتحويل مهامها إلى وزارة الخارجية. جاء هذا الإعلان في بيان لروبيو، نشره الحساب الرسمي للخارجية الأمريكية على منصة غكس عصر اليوم الأربعاء، كشف فيه عن نتائج مراجعة شاملة لبرامج المساعدات الخارجية التي تجاوزت قيمتها 715 مليار دولار خلال العقود الماضية.
وقال الوزير روبيو في البيان إن الوكالة فشلت في تحقيق الغاية التي أنشئت من أجلها، وهي تعزيز النفوذ الأمريكي على الدول، كما أقر بأن الشيء الوحيد الذي نجحت الوكالة في تحقيقه هو إنشاء مجمع صناعي لصناعة المنظمات غير الحكومية داخل الدول الأخرى، وهي المنظمات التي أصبحت في عديد من الدول على رأسها دول المنطقة العربية مؤثرة بشكل كبير في السياسات والاستراتيجيات العامة لهذه الدول ولشعوبها وهذه السياسات غالباً ما يتم تعديلها وحرفها بما يتماشى مع الثقافة الغربية وبما يتنافى مع القيم والأخلاقيات والمبادئ القومية الأصيلة للشعوب والأمم المستهدفة.
اعتراف بدور الوكالة كأداة للهيمنة
وفي تصريحات وُصفت بأنها اعتراف صريح باستخدام المساعدات كأداة هيمنة، قال روبيو: “كانت الوكالة تتمتع بميزانية شبه غير محدودة ووقتٍ مفتوح لتعزيز نفوذنا، لكنها لم تحقق سوى القليل منذ نهاية الحرب الباردة”. وأوضح أن غالبية الدول المستفيدة مما أسماه الوزير روبيو “كرمنا” لم ترد الجميل لأمريكا، بل أظهرت العداء المتزايد والكراهية تجاه الولايات المتحدة.
وفي هذا الشأن ذهب الوزير روبيو لضرب مثال بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرًا إلى أن “الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 89 مليار دولار هناك وفي المقابل لم نجد سوى انخفاض شعبية الولايات المتحدة هناك بينما الصين تحظى بشعبية أكبر” وأضاف أن هذا الانطباع يسري على كل الدول العربية باستثناء دولة المغرب.
الغريب أن الوزير روبيو يريد من الفلسطينيين شكر الولايات المتحدة التي تزود الاحتلال الإسرائيلي بآلاف الأطنان سنوياً من الأسلحة والذخائر والقنابل التي يلقيها الاحتلال على الفلسطينيين سنوياً، حيث اعتبر أن أكثر من 9.3 مليار دولار أنفقتها الوكالة في الضفة الغربية وغزة منذ عام 1991 “ذهبت إلى أيدٍ من بينها حلفاء لحماس، ولم تقابل سوى بالشكاوى والعداء لأمريكا”، وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن أمريكا أنفقت على إسرائيل خلال 12 يوم حرب بينها وبين إيران مليار وربع المليار دولار هي فقط قيمة 90 صاروخاً اعتراضياً من طراز (THAAD) البالغ قيمة الصاروخ الواحد منها 13 مليون دولار، والتي أطلقتها أمريكا لاعتراض جزء من الصواريخ الإيرانية في إطار الحماية الأمريكية للكيان الإسرائيلي، خلافاً للمساعدات العسكرية الأخرى وصفقات الأسلحة والذخائر المفتوحة بدون سقف ومبلغ الـ4 مليار دولار المقررة سنوياً لإسرائيل تدفعها أمريكا كمساعدات منصوص عليها في مذكرة التفاهم الأمني بين أمريكا والاحتلال عام 2016 والتي بدأت من العام 2019 وتستمر حتى العام 2028.
حول دور الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أقرأ في هذا الشأن:
العثور على أدلة تثبت تورط واشنطن بدعم الإرهابيين في اليمن عسكرياً