3845 قنبلة خارقة للتحصينات من أمريكا لإسرائيل.. هل الهدف إيران من جديد؟

واشنطن – المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|

في خطوة أثارت تساؤلات واسعة حول تناقض المواقف داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب، صادق الكونغرس الأميركي مؤخرًا على صفقة تسليح ضخمة لصالح إسرائيل، تتضمن تزويدها بآلاف الأنظمة الذكية لتحويل القنابل إلى صواريخ دقيقة التوجيه، وذلك في وقتٍ تزعم فيه واشنطن أنها تبذل مساعٍ جادة لوقف الحرب في قطاع غزة.

صفقة بمئات الملايين تفضح “الدبلوماسية” الأمريكية

وتشمل الصفقة، التي تبلغ قيمتها أكثر من 510 ملايين دولار، تزويد جيش الاحتلال الإسرائيلي بـ:

3845 مجموعة توجيه JDAM لقنابل خارقة للتحصينات من طراز BLU-109، والتي تزن الواحدة منها قرابة طن واحد.

3280 مجموعة JDAM لقنابل متعددة الأغراض من طراز MK-82.

هذه الأنظمة تُحوّل القنابل العادية إلى ذخائر ذكية يمكن استخدامها في ضرب أهداف دقيقة، حتى في المناطق المكتظة بالسكان، وهو ما يثير مخاوف من زيادة فاعلية الضربات الإسرائيلية على غزة في حال استمرار العمليات العسكرية.

واشنطن: نريد وقف الحرب… ونزود أدواتها!

المفارقة اللافتة أن الصفقة جاءت بالتزامن مع ما تزعم الإدارة الأمريكية وجود تحركات مكثفة للرئيس ترامب للضغط باتجاه وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وسط مفاوضات دولية معقدة تشمل مصر وقطر وإسرائيل والولايات المتحدة. ويعتزم ترامب، وفق مصادر إعلامية، لقاء رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو في واشنطن الأسبوع القادم، بهدف الدفع نحو اتفاق شامل يوقف الحرب ويعيد ترتيب المشهد الإقليمي.

لكن خبراء في العلاقات الدولية يرون في هذه الخطوات ازدواجية في الموقف الأمريكي. إذ قال الباحث في شؤون الشرق الأوسط، أندرو فايس، لمجلة فورين بوليسي:

“من الصعب أن تكون وسيطًا نزيهًا في وقت تزود فيه أحد أطراف النزاع بأسلحة أكثر دقة وفتكًا”.

في حين يرى آخرون أن تزويد إسرائيل بهذه المجموعات التوجيهية للقنابل الخارقة للتحصينات هدفه استئناف قصف المنشآت النووية الإيرانية من جديد من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

تبرير أمريكا

تبرر الولايات المتحدة هذه الصفقة بأنها جزء من “التعاون الدفاعي طويل الامد” باعتبار أن لا علاقة لها بالحرب على غزة أو بالعدوان على إيران، لكن مراقبين يؤكدون أن التوقيت يحمل دلالات سياسية واضحة فهي إما أنها “ضمانة أمنية” للاحتلال مقابل دخول الكيان في اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أو أنها مكافأة ترامب لنتنياهو إزاء تصعيده ضد إيران وضد المقاومة الفلسطينية خلال الأسابيع الماضية.

إسرائيل تقر بالحقيقة

يقر الاحتلال الإسرائيلي بالحقيقة دون خوف من رد الفعل من قبل الدول الإقليمية في المنطقة التي أصبحت في جيب الاحتلال وتحت تحكمه، فنتنياهو يقول بملء الفم أنه لن يمضي في أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ما دامت المقاومة الفلسطينية موجودة ويزعم أن هذا الأمر مفروغ منه، وهو ما يجعل الحديث الأمريكي مجرد هراء للاستهلاك الإعلامي وتظليل غرضه التغطية على مخطط يحيكه ترامب وتنتياهو يستهدف إيران ذاتها أو إيران وبقية الأطراف الإقليمية المساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته.

والمهم في هذه التفاصيل الجديدة هي إظهارها بوضوح أن إدارة ترامب لا تزال تصطف إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي حتى في أحلك مراحل الصراع السياسي.

ازدواجية مستمرة لأمريكا

هذا التضارب ليس جديدًا، بل يعكس سياسة أمريكية متكررة تقوم على الفصل بين المسار العسكري والسياسي. غير أن النقاد يؤكدون أن مثل هذه الصفقات تجعل “الحديث عن السلام بلا معنى”، وتحوّل جهود التهدئة إلى مجرد واجهة سياسية تغطي استمرار دعم آلة الحرب.

قد يعجبك ايضا