معهد الشرق الأوسط: وقف أمريكا للقتال ضد صنعاء يقود لانهيار حكومة عدن الحليفة لواشنطن
متابعات خاصة – المساء برس|
أكد تقرير لمعهد “الشرق الأوسط” الأمريكي على وجود تأثير كبير على الحكومة اليمنية التابعة للتحالف السعودي الإماراتي والموالية لأمريكا، بسبب جمود الحرب والقتال بين الولايات المتحدة وقوات صنعاء والذي أنهاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أسابيع من الفشل العسكري الأمريكي والاستنزاف غير المسبوق للذخيرة الباهظة.
وقال التقرير إن “الجمود القتالي يؤدي إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية لدى الحكومة المعترف بها دولياً”.
وأورد التقرير “تواجه الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، ومقرها عدن، والمجلس الرئاسي للقيادة (PLC)، وهي هيئته التنفيذية المكونة من ثمانية أعضاء ، والتي تأسست عام ٢٠٢٢، الكثير مما قد يخسرانه في سياق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين. ويُنذر توازن القوى الحالي بتأجيج الانقسامات الداخلية مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في اليمن، حيث لا يزال رئيس المجلس الرئاسي للقيادة، المدعوم من السعودية، رشاد العليمي، عاجزًا عن ممارسة قيادة فعّالة على جميع مفاصل الدولة المؤسسية والعسكرية. ومنذ توقيع الهدنة الوطنية بين الأطراف المتحاربة في اليمن (بما في ذلك المملكة العربية السعودية) في أبريل ٢٠٢٢، تدهورت الأوضاع الاقتصادية بسرعة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، وتفاقمت بسبب سوء الإدارة طويل الأمد على جميع المستويات الإدارية. لا تزال الهدنة سارية المفعول، على الرغم من انتهاء صلاحيتها رسميًا في أواخر عام 2022. ولكن منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، استغل الحوثيون الفرصة التي أتاحها توقف القتال لترسيخ واستغلال حصارهم لصادرات النفط الخام عبر الموانئ الجنوبية، وتحويل هذه الإيرادات المفقودة أو المحولة إلى سلاح ضد منافسيهم اليمنيين”.
وأضاف التقرير “أدى استمرار حصار الحوثيين إلى انخفاض حاد في دخل حكومة عدن، حيث بلغت الخسائر ما يقدر بنحو 7.5 مليار دولار (80٪ من الإيرادات) منذ عام 2022. وقد أدى ذلك إلى مزيد من تأخير دفع رواتب الموظفين العموميين، وتدهور خدمات الرعاية الاجتماعية الأساسية (التي تأثرت أيضًا بتخفيضات المساعدات الغذائية من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية)، ودفع معدل التضخم إلى ما يزيد عن 30٪، وأثار احتجاجات العمال . وصلت المظاهرات الشعبية التي تحركها الأزمة الاقتصادية إلى مدينة تعز التي تسيطر عليها الحكومة. علاوة على ذلك، أدى المأزق إلى تأجيج المشاحنات العامة بين ممثلي الحكومة، الذين يلومون بعضهم البعض على حالة الطوارئ في محاولة لتحويل الانتباه عن فضائح الفساد والصراعات الشخصية على السلطة. إن مثل هذه المشاحنات غير الفعالة لها تأثير سلبي إضافي على تمويل المانحين”.
وجاء في التقرير الأمريكي أيضاً: “بات واضحًا أن الاتفاق الأمريكي مع أنصار الله، رغم أنه أنهى موجة تصعيد خطيرة في البحر الأحمر، قد يكون ثمنه الاستراتيجي باهظًا على مستوى الداخل اليمني والمصالح الأمريكية الإقليمية. فالوضع الراهن يسير باتجاه تكريس نفوذ أنصار الله وتعميق شلل المعسكر الآخر الموالي لأمريكا بقيادة رشاد العليمي وفصائله، في وقتٍ تبدو فيه كل الجبهات الإقليمية الأخرى – من غزة إلى الخليج – غير مستعدة لتقديم أي دعم حاسم قد يغير قواعد اللعبة”.