مجلس قيادة هش.. صراع الطموحات يعمق الشلل في “مجلس الرئاسي”

تقرير – هاشم الدرة- المساء برس|

رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على تشكيل مجلس العليمي الرئاسي المنقسم الولاء بين الرياض والامارات، إلا أن مؤشرات الانسجام والتكامل بين أعضائه لا تزال غائبة، لتحل محلها صراعات شخصية وتنازع نفوذ يعكس هشاشة بنيته واستحالة أن يشكل ركيزة حقيقية لبناء دولة.

في أحدث صور التصدع، انفجرت أزمة سياسية وإعلامية حادة بين رئيس المجلس رشاد العليمي وعضو المجلس طارق صالح، الذي أطلق اتهامات مباشرة بحق العليمي بالإقصاء وتهميش الشراكة، في بيان رسمي صادر عن “المكتب السياسي للمقاومة الوطنية” التابع له، تبعته حملة هجومية من منابر إعلامية موالية له، تظهر اتجاها واضحا نحو التصعيد، الذي بدأ مع رفض العليمي لتعيينات أقدم عليها طارق صالح قال عنها العليمي أنها ليست من صلاحياته.

العليمي بدوره لم يخف وجود الخلافات، لكنه حاول التقليل منها بوصفها “تباينات” في سياق “المعركة ضد الحوثي”، بينما تكشف الوقائع أن هذه الخلافات تمس جوهر السلطة نفسها، وسط ضغط سعودي لاحتواء أزمة تتفاقم وتتخذ منحى شخصيا، خصوصا بعد تداول معلومات عن رغبة طارق في إزاحة العليمي والجلوس مكانه.

الأزمة تجاوزت حدود التصريحات، لتلامس تعطل اجتماعات المجلس، وتغيب أغلب أعضائه في الرياض وأبوظبي، في وقت تعيش فيه البلاد أوضاعا مأساوية على المستويات الاقتصادية والعسكرية والخدمية، دون أن يقدم المجلس أي حلول.

في الخلفية، يتهم طارق صالح بمحاولة فرض واقع سياسي جديد في الساحل الغربي، وتحويله إلى إقطاعية مستقلة تابعة له وللإمارات، وهو ما رفضه العليمي في أكثر من مناسبة، ما جعل الصراع يتحول من تنافس نخبوي إلى صدام استراتيجي حول النفوذ و”الشرعية”.

وبينما تتعمق هذه الشروخ في الجسد القيادي، يرى محللون أن المجلس لم يعد يمثل شرعية جامعة، بل تحول إلى مظلة لتسويات إقليمية غير متجانسة، وعاجز عن تشكيل موقف موحد تجاه المعركة الوطنية الكبرى.

الناشطون والمحللون يذهبون إلى ما هو أبعد، مؤكدين أن سلوك طارق صالح يعيد تدوير ميراث السلطة الوراثية، ويضعف ثقة الشارع في رمزية “الدولة”، ويعود بالبلاد إلى مربع ما قبل ثورة فبراير التي أسقطت ما كان يسعى لتأسيسه عمه الراحل بتسليم البلاد لأبنائه وأبناء أخيه وعلى رأسهم طارق صالح.

هكذا، يبدو مجلس القيادة الرئاسي من الداخل جسدا متآكلا لا يملك الحد الأدنى من الانسجام، وتتضح حقيقة كونه مجلس متآكل من الداخل يعمق الانقسامات أكثر من قدرته على رأبها.

 

قد يعجبك ايضا