توغّلات إسرائيلية جنوب القنيطرة وسط صمت رسمي سوري واستمرار الانتهاكات في الجنوب
دمشق – المساء برس|
في تصعيد جديد للانتهاكات المتكرّرة للسيادة السورية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت، بأنّ قوات تابعة لـ “الجيش الإسرائيلي” توغلت فجراً في محيط بلدتي صيدا وأبو مذراة جنوب محافظة القنيطرة، تزامناً مع تحرّك دورية عسكرية باتجاه قرية كودنة، في ظل غياب أي اشتباك أو ردّ رسمي سوري على الأرض.
وأشارت مصادر المرصد إلى أن التحرك الإسرائيلي تم بصمت ميداني تام، ما أثار تساؤلات جدية لدى المتابعين عن تعامل الحكومة السورية مع هذه التحركات المتكرّرة في منطقة حساسة على تماس مباشر مع الأراضي المحتلة.
في سياق متصل، شهدت قرية الصمدانية الشرقية، يوم الجمعة، توغلاً مماثلاً لقوة إسرائيلية مكوّنة من دبابة وناقلة جنود ونحو 30 جندياً، قامت بتفتيش منازل مدنية ثم انسحبت من دون تسجيل حالات اعتقال.
وكانت قرية الحرية بريف القنيطرة الشمالي قد شهدت أيضاً قبل أيام توغلاً آخر لثلاث دبابات وست آليات عسكرية إسرائيلية، أغلقت خلاله عدة شوارع داخل القرية.
وتأتي هذه التحركات الإسرائيلية في ظل صمت دولي وإقليمي، وتواصل الاحتلال عدوانه على الجنوب السوري منذ سنوات، حيث عمد إلى السيطرة التدريجية على أراضٍ قرب الجولان السوري المحتل، ونفّذ عشرات الغارات على مواقع للجيش السوري والبنى التحتية.
وبحسب مراقبين، فإن اللافت أن هذه الانتهاكات تتزامن مع حالة هشاشة داخلية في سوريا، ما يجعل الجنوب السوري ساحة مفتوحة لتوغّلات الاحتلال، واختبارات جديدة على الحدود، يراد من ورائها فرض وقائع ميدانية جديدة وتوسيع النفوذ، تحت غطاء ما يُسمّى بـ”منطقة عازلة”.
ويطرح هذا المشهد تساؤلات مصيرية حول استمرار سياسة اللا ردّ، وقدرة الدولة السورية وحلفائها على رسم حدود ميدانية واضحة أمام تغوّل الاحتلال، في وقت يواصل فيه “جيش الاحتلال الإسرائيلي” سياساته العدوانية تجاه لبنان وغزة وسوريا على حدّ سواء، ضمن مشروع استنزاف شامل يهدف إلى تفكيك العمق الاستراتيجي للمقاومة في الإقليم.