خطة “درع أبراهام”: تحالف إقليمي لإنقاذ الاحتلال وتصفية القضية الفلسطينية تحت غطاء أمني سياسي

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

كشفت مصادر إعلامية عبر موقع التحالف الأمني الإقليمي عن إطلاق خطة شاملة تحت مسمى “درع أبراهام”، في محاولة جديدة لإخراج كيان الاحتلال من مأزقه السياسي والعسكري بعد فشل عدوانه على غزة وتصاعد تهديدات جبهات المقاومة في لبنان واليمن والعراق وإيران.

الخطة، التي وُصفت بأنها “سياسية أمنية إقليمية”، تأتي كمحاولة لفرض واقع جديد بعد معركة طوفان الأقصى التي انطلقت في 7 أكتوبر 2023، وتسببت في زلزال استراتيجي داخل كيان الاحتلال، تجسد في الانهيار الأمني في غلاف غزة، وتوسع المواجهة إلى جبهات متعددة وفشل إسرائيل في حسم المعركة رغم استخدامها سياسة الإبادة الجماعية التي أودت بحياة أكثر من 56,259 شهيـــدا و 132,458 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023، أغلبهم من النساء والأطفال.
الخطة: “إعلان نصر وهمي” وإعادة هندسة غزة

وتسعى الخطة إلى إغلاق جبهة غزة سياسياً وإعلامياً من خلال إعلان النصر على حماس – رغم الإقرار الإسرائيلي بفشل هزيمتها عسكرياً – وذلك عبر:

استعادة الأسرى والجثامين ضمن اتفاق مرحلي يشمل وقف إطلاق نار وانسحاب تدريجي للاحتلال.

تشكيل حكومة انتقالية تكنوقراطية في غزة بدعم إقليمي، مع فرض رقابة مالية صارمة تمنع أي تمويل للمقاومة.

إلغاء التعامل النقدي في القطاع ودمجه في نظام اقتصادي رقابي تقوده الولايات المتحدة والإمارات والسعودية.

إعادة إعمار مشروطة بسياسات اجتثاث فكر حماس ومحو ثقافة المقاومة من المدارس والمجتمع الغزي.

حرب على المحور الفلسطيني المقاوم

الخطة تتعدى قطاع غزة، لتشمل ضرب مرتكزات محور المقاومة الفلسطيني في لبنان وسوريا سابقاً وإيران:

لبنان: تقوية الجيش اللبناني والحكومة على حساب إضعاف حزب الله، والسعي لتطبيق نسخة من اتفاق الجنوب الذي فصل المقاومة عن الحدود.

سوريا: استغلال النظام الجديد لإقامة “حزام أمني إقليمي” مضاد لإيران، لمنعها من إمداد المقاومة بالسلاح والدعم.

إيران: فرض حصار إقليمي وغربي شامل سياسي واقتصادي وعسكري، لمنع تطورها النووي ومحاصرة حلفاء القضية الفلسطينية من اليمن إلى العراق ولبنان.

فلسطين: تصفية القضية على مراحل

واحدة من أخطر بنود الخطة هو السعي إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل ناعم عبر:

إصلاح السلطة الفلسطينية تحت إشراف إقليمي ودولي.

تأسيس قيادة فلسطينية جديدة تعترف بـ”إسرائيل” كدولة قومية لليهود.

إلغاء رواتب الأسرى والشهداء، ووقف التحشيد ضد الاحتلال في التعليم والمساجد.

إعلان انفصال تدريجي عن الفلسطينيين دون المساس بحرية التحرك الأمني الإسرائيلي داخل مناطقهم.

تطبيع وتسويق “التحالف الجديد”

تهدف الخطة إلى توسيع دائرة التطبيع عبر ضم السعودية ولبنان وسوريا إلى اتفاقات أبراهام، وتأسيس تحالف تحت مسمى “درع أبراهام” يعمل كمنظومة أمنية وسياسية واقتصادية تحظى بدعم أمريكي وغربي مباشر، لمحاصرة محور المقاومة الفلسطيني من الداخل والخارج.

فشل الاحتلال وعودة القادة الأحياء

الخطة تأتي في سياق عجز كيان الاحتلال عن حسم الحرب، رغم قصفه المدمر لغزة منذ أكتوبر 2023، وإعلانه عن مقتل قيادات بارزة في حماس، ليتبين لاحقاً أن بعضهم – مثل حسين فياض قائد كتيبة بيت حانون – لا يزال على قيد الحياة، وهو ما نسف ادعاءات الجيش الإسرائيلي عن إنجازاته الميدانية.

كما واجه الاحتلال حرباً نفسية مركّزة من حماس تمثلت في استعراض الأسرى المحررين في احتفالات شعبية واسعة النطاق، وسط انتشار مسلح للمقاومة في وضح النهار، ما شكل صفعة مدوية لصورة الجيش الذي لا يُهزم.

ويُنظر إلى خطة “درع أبراهام” على أنها محاولة مكشوفة لإعادة تدوير الاحتلال بهيئة جديدة، عبر ربط الأمن الإقليمي بتصفية المقاومة الفلسطينية ومحاصرة حلفائها، بينما تؤكد المقاومة أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيداً أكبر في الرد على أي محاولات لإعادة الاستعمار المقنع على غزة والضفة والقدس، مستفيدة من فشل المشروع الصهيوني عسكرياً وأخلاقياً خلال الأشهر الماضية.

قد يعجبك ايضا