هبوط لأسهم شركة لوكهيد مارتن المصنعة لطائرات إف ٣٥ بعد إسقاط بعضها في إيران

المساء برس – متابعات خاصة

شهدت أسهم شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، المصنعة لطائرات الشبح المتطورة F-35، انخفاضًا حادًا في تعاملات بورصة نيويورك خلال الساعات الماضية، وذلك بعد الأنباء التي أفادت بنجاح الدفاعات الجوية الإيرانية في إسقاط عدد من طائرات F-35 التي تملكها إسرائيل خلال عمليات هجومية فاشلة على الأراضي الإيرانية.

وأظهرت بيانات السوق أن أسهم لوكهيد مارتن تراجعت بأكثر من 6.5% خلال جلسة واحدة، في أكبر خسارة يومية للشركة منذ سنوات، وسط قلق المستثمرين من تأثير ذلك على سمعة الطائرة التي تُسوّق عالميًا كرمز للتفوق الجوي الأمريكي.

الضربة المزدوجة: عسكريًا واقتصاديًا

الضربة الإيرانية لم تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل امتدت لتوجه ضربة مباشرة لصناعة السلاح الأمريكية، التي تعتمد بشكل كبير على مبيعات F-35 لحلفائها، وعلى رأسهم الكيان الصهيوني. ويعد الكيان من أكثر مستخدمي هذا الطراز تطورًا، وقد اعتمد عليه في مهامه الهجومية والاستطلاعية خلال الأشهر الماضية ضد أهداف إيرانية وفلسطينية.

لكن نجاح طهران في كشف وتعقب الطائرات الشبحية ثم إسقاطها يعكس تطورًا كبيرًا في قدراتها الدفاعية، ويمثل تحولًا نوعيًا في ميزان الردع الإقليمي، وفق ما يؤكده خبراء عسكريون غربيون.

تبعات استراتيجية على صورة الولايات المتحدة

تأتي هذه التطورات في وقت تعيش فيه واشنطن أزمة ثقة دولية متصاعدة بشأن قدراتها العسكرية وصناعاتها الدفاعية، خصوصًا بعد سلسلة من الإخفاقات في حماية قواعدها في الشرق الأوسط، وفشلها في التصدي للمسيّرات اليمنية والإيرانية في البحر الأحمر والخليج العربي وكيان الاحتلال الإسرائيلي.

ويحذر مراقبون من أن استهداف هيبة الطائرة F-35 قد يدفع دولًا حليفة إلى إعادة النظر في عقود الشراء أو تقليص عدد الطائرات المطلوبة، مما سيؤثر سلبًا على أرباح شركة لوكهيد مارتن ومستقبل البرنامج العسكري الأضخم في تاريخ الولايات المتحدة.

وتُعتبر طائرة F-35 بمثابة “جوهرة التاج” في صناعة الدفاع الأمريكية، حيث شاركت في مشاريعها أكثر من 10 دول، وبلغت كلفتها الإجمالية ما يزيد عن 1.7 تريليون دولار على مدى سنوات التطوير والإنتاج.

غير أن الإخفاق الأخير في الأجواء الإيرانية – وفي بيئة ذات دفاعات معقدة – قد يفتح الباب أمام منافسين دوليين مثل روسيا والصين لزيادة نفوذهم في سوق الطائرات الحربية المتقدمة، وسط تزايد الشكوك حول فعالية التكنولوجيا الغربية.

قد يعجبك ايضا