اليمن وإيران في خندق اشتباك موحد يتجاوز الجغرافيا ويربك المعادلات
المساء برس- وما يسطرون .. هاشم الدرة|
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتداخل الجبهات، بما يرتكبه العدو الصهيو أمريكي من جرائم بحق شعوب المنطقة، تبرز جبهة مشتركة تتجاوز الحدود الجغرافية بتحالف وثيق تشتعل نيرانه في أكثر من اتجاه.
من طهران إلى صنعاء إلى غزة، رسمت الأحداث الأخيرة خريطة اشتباك جديدة، تقف فيها اليمن وإيران على خطوط تماس واحدة، برؤية استراتيجية ومصير مشترك.
بين اليمن، الواقعة على خاصرة الخليج، وإيران، القوة الإقليمية الممتدة عبر الهضبة الفارسية، مساحات من القواسم الاستراتيجية، على الرغم من تباعد الحدود غير أن التاريخ، والسياسة، وقواسم الدين الواحد، تجمعها، وتسقط فوارق المسافات وتعيد رسم التحالفات.
أظهرت المعارك المتداخلة، من البحر الأحمر إلى غزة، ملامح تنسيق واضح، فاليمن من موقعها الجنوبي، تقدم رسائل صاروخية مباشرة نحو العمق الصهيوني؛ في حين تؤكد إيران، أن أي تصعيد يشملها لن يكون معزولا عن ردود تشمل المنطقة بأسرها.
في الخطاب العسكري، لا تتحدث صنعاء باسم طهران، ولا تعلن إيران أي توجيه أو إدارة لصنعاء لكن الوقائع الميدانية تقول أكثر مما تفصح به البيانات، بأن صنعاء وطهران صوت واحد يقض مضاجع تحالف الشيطان.
ومن تطوير القدرات الصاروخية إلى استخدام طائرات مسيرة بعيدة المدى، يلاحظ تشابه تقني وتكتيكي في آليات العمل، حتى في أساليب الردع، تجسيدا لانسجام الموقف وتداعياته.
إذن فليس من الغريب أن تعلن القوات اليمنية، بصراحة، استعدادها لاستهداف السفن الأميركية في حال دعم الأمريكي للصهيوني في عدوانه على إيران، فالهجوم على طهران لا يُفسّر في صنعاء على أنه شأن إيراني، بل مساس بجبهة متراصة وتهديد مباشر من كيان تحول إلى غول متوحش يسعى لالتهام المنطقة.
هذا ما جعل كل تصعيد في الخليج الفارسي، أو مضيق هرمز، يقابل بردود غير تقليدية في خليج عدن والبحر الأحمر، والجزيرة العربية، وسواحل البحر العربي.
التلاقي بين اليمن وإيران يضيف عبأ وحملا ثقيلا على كاهل العدو الصهيوأمريكي الذي يجب عليه أن يدرك أنه فشل في تفكيك ضمير الأمة التي عادت من هذا النقطة في جمع الشتات.
فالمعركة في فلسطين لم تعد فلسطينية فقط، بل ينظر إليها اليوم كنقطة ارتكاز في اشتباك متعدد الرؤوس، تملك فيه جبهة المقاومة على اختلاف مواقعها القدرة على التأثير المباشر، وهنا يكمن القلق الغربي؛ من تحول أي مواجهة موضعية إلى حرب بمدى إقليمي يصعب احتواؤها.
من شرق المتوسط إلى مضيق باب المندب، وبينهما طهران وصنعاء، ينتظم خيط المصير في مواجهة واقعٍ يسعى لفرض أدوات جديدة، فالتحالفات لم تعد تبنى بالتصريحات، بل بالفعل العسكري والموقف الموحد على الأرض.