نواب أميركيون يتهمون ترامب بجرّ البلاد إلى حرب غير دستورية ضد إيران
واشنطن – المساء برس|
تواصلت الانتقادات الداخلية في الولايات المتحدة لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشنّ ضربات جوية استهدفت منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، حيث اتهم عدد من كبار أعضاء الكونغرس الرئيس بأنه يتجاوز سلطاته الدستورية ويقود البلاد نحو حرب كارثية في الشرق الأوسط دون تفويض.
وقال زعيم الديمقراطيين في الكونغرس، حكيم جيفريز، إن ترامب “ضلّل البلاد بشأن نواياه” ولم يحصل على إذن من الكونغرس، معتبرًا أن ما يحدث يهدد بتورط أميركا في صراع طويل وغير محسوب العواقب.
من جهتها، شددت السيناتورة جين شاهين على أن الرئيس فشل في الوفاء بوعوده بجلب السلام للمنطقة، مضيفة أن “قراراته تتسم بالعشوائية وتتجاهل الآليات الدستورية التي تنظّم استخدام القوة العسكرية”.
بدورها، انتقدت نانسي بيلوسي، الرئيسة السابقة لمجلس النواب، إقدام ترامب على إشراك الجيش الأميركي في عملية عسكرية دون استشارة أو تفويض من الكونغرس، وطالبت بإجابات واضحة حول مخاطر هذه المغامرة العسكرية على أرواح الأميركيين واستقرار المنطقة.
وفي السياق ذاته، وصف النائب توماس ماسي قصف المنشآت النووية الإيرانية بأنه “مخالف للدستور”، بينما قال السيناتور البارز بيرني ساندرز في تجمع انتخابي بأوكلاهوما إن الرئيس الأميركي “لا يملك الحق الدستوري في إعلان الحرب”، مؤكدًا أن السلطة الوحيدة المخوّلة بذلك هي الكونغرس، بموجب الدستور الأميركي.
وتأتي هذه الموجة من الغضب السياسي داخل واشنطن بعد إعلان ترامب، فجر اليوم الأحد، أن الضربات ضد إيران كانت “ناجحة”، زاعمًا أنها دمّرت قدرة طهران على التخصيب النووي بشكل كامل. كما هدّد بمزيد من الضربات “الأكبر” إذا لم توافق إيران على اتفاق جديد.
غير أن لهجة التهديد والتصعيد قوبلت، داخليًا، برفض واسع، خصوصًا في ظل غياب رؤية سياسية واضحة لما بعد الضربة، واحتمالات الرد الإيراني، الذي قد يفتح المنطقة كلها على حرب إقليمية مفتوحة، وهو ما تخشاه قطاعات واسعة من المجتمع الأميركي، سياسيًا وشعبيًا.
ويزيد الغضب داخل الكونغرس من الضغط على إدارة ترامب، التي تبدو ماضية في تنفيذ مخطط عسكري واسع النطاق، رغم الانقسامات الداخلية، والتداعيات الدولية المحتملة.