واشنطن تحت ضغط اللوبيات: “أكمل المهمة يا ترامب” وخيارات الانخراط في العدوان على إيران على الطاولة
خاص -المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|
في وقت تتسارع فيه وتيرة التصعيد الإقليمي، تقود جماعات الضغط الموالية للاحتلال الإسرائيلي في واشنطن حملة “أكمل المهمة”، في إشارة مباشرة إلى مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإطلاق النار في وجه إيران، بعد أن اعتقد اللوبي الصهيوني في واشنطن أن نتنياهو قد مهّد الطريق عسكرياً واستخباراتياً.
وتشير الحملة إلى محاولة تصوير العدوان الإسرائيلي على إيران كمقدمة ضرورية تنتظر تدخلًا أمريكياً حاسماً يُنهي النظام الإيراني المدافع عن القضية الفلسطينية والداعم عسكرياً وتسليحياً للمقاومة الفلسطينية، وهو الطموح الذي فشل الاحتلال في تحقيقه حتى الآن، رغم الضربات الجوية الأخيرة والعمليات التخريبية المتكررة داخل العمق الإيراني.
استخبارات واشنطن تتراجع تحت الضغط
وفي تحول لافت، خضعت رئيسة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي جابارد، لضغوط الجماعات المؤيدة للحرب، حيث غيّرت موقفها من التقييم السابق الذي أكد فيه أن إيران بعيدة عن امتلاك سلاح نووي. فالتصريحات الجديدة لجابارد جاءت متناغمة مع نغمة التحريض، حيث اعتبرت أن طهران تقترب من “نقطة تحول” نووية، وهو ما يعتبره مراقبون محاولة مكشوفة لخلق ذريعة أمريكية لأي تدخل عسكري محتمل.
ترامب يحاول إقناع قاعدته المعترضة
وفي تطور آخر، قرر ترامب الاجتماع مع جماعة “أمريكا أولاً” – وهي من بين أبرز الداعمين له – في محاولة لإقناعهم بتخفيف موقفهم الرافض لأي تدخل عسكري خارجي جديد، خاصة في ظل التركيز الشعبي الأمريكي على القضايا الداخلية والانقسام الحاد داخل المجتمع، وبعد الهزيمة الأمريكية التي تلقتها واشنطن في العدوان على اليمن من منتصف مارس حتى ٦ مايو الماضي.
لكن، وبحسب مراقبين، فإن أي اعتقاد أمريكي بأن الهجوم على إيران سيؤدي إلى استسلامها خلال ساعات سيكون وهماً خطيراً. فإيران اليوم، بحسب التقارير الاستخباراتية نفسها، في حالة تعبئة كاملة منذ أكثر من أسبوع، ولا مجال لعنصر المفاجأة الذي راهنت عليه واشنطن وتل أبيب طويلاً.
نتنياهو لا يريد أن يُترك وحيداً
ورغم محاولات التظاهر بالثقة، فإن مصادر أمريكية وإسرائيلية تؤكد أن نتنياهو لا يريد مواصلة خوض المعركة مع إيران دون غطاء أمريكي مباشر، خاصة مع فشل الضربات الإسرائيلية في شل القدرات الإيرانية أو إحداث تغيير جوهري في موازين الردع. وهذا ما يفسر تصاعد الحراك المحموم داخل واشنطن من قبل اللوبيات الصهيونية، والضغط على صناع القرار لعدم ترك “إسرائيل تواجه طهران وحدها”.
من الحرب النفسية إلى قرار الحرب؟
وفي حين يرى البعض أن التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة – من تعزيزات في الخليج والبحر المتوسط – قد تكون مجرد رسائل ردع أو حرب نفسية، إلا أن المؤشرات الحالية تنذر باقتراب قرار الحرب الفعلية ما لم تحدث مفاجآت تعيد الحسابات.
ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحاً: هل سينجح ترامب في ما فشل فيه نتنياهو؟
وهل سيكون البيت الأبيض قادراً على تحمل تبعات حرب مفتوحة مع طهران في ظل الانقسام الداخلي الأمريكي والصمود الإيراني عسكرياً وسياسياً وشعبياً؟.
الأيام القادمة قد تحمل الإجابة، لكن الأكيد أن الرهان على استسلام إيران عبر ضربة خاطفة أو حتى حرب طويلة يبدو أقرب إلى الوهم منه إلى الواقع، والميدان قد يفرض كلمته على كل الخطط والسيناريوهات.