نيويورك تايمز: العدوان الإسرائيلي يوحّد الإيرانيين حول قيادتهم… وأجواء تضامن شعبية غير مسبوقة
طهران – المساء برس|
قال السياسي الإصلاحي الإيراني ونائب الرئيس السابق، محمد علي أبطحي، إنّ “إسرائيل ارتكبت خطأً كبيرًا في تقديرها لرد فعل الإيرانيين تجاه الحرب”، مشيرًا إلى أن القوى السياسية في البلاد، التي عادة ما تختلف جذريًا، احتشدت خلف قيادة الجمهورية الإسلامية وركّزت جهودها على الدفاع ضد التهديدات الخارجية.
وفي مقابلة هاتفية مع صحيفة “نيويورك تايمز”، من طهران، أكد أبطحي أن هذا الالتفاف الداخلي كشف عن وحدة وطنية قلّما تشهدها البلاد، حيث تجاوزت الخلافات الداخلية في لحظة مواجهة وطنية كبرى.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن العدوان الإسرائيلي المتواصل، الذي بدأ منتصف ليل 13-14 يونيو، وأدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى في إيران، ساهم في إشعال مشاعر قومية قوية بين الإيرانيين في الداخل والخارج، بمن فيهم منتقدو الحكومة وناشطو حقوق الإنسان.
وقالت الصحيفة إن مظاهر التضامن الشعبي تجلّت في سيل من المنشورات الداعمة على وسائل التواصل الاجتماعي، شارك فيها ناشطون بارزون، وأطباء، ورياضيون، وفنانون، وشخصيات عامة. ونقلت عن لاعب المنتخب الإيراني لكرة القدم، سعيد عزت اللهي، قوله: “مثل العائلة، قد لا نتفق دائمًا، لكن تراب إيران هو خطنا الأحمر.”
وفي سياق الحملة الوطنية، فتحت الفنادق، ودور الضيافة، وحتى قاعات الأفراح، أبوابها مجانًا لإيواء النازحين من العاصمة طهران، بينما أطلق اختصاصيون نفسيون مبادرات للعلاج النفسي المجاني عبر الإنترنت. كما شهدت المتاجر والمخابز تنظيمًا شعبيًا لشراء المواد الأساسية، بما يضمن حصول الجميع على احتياجاتهم، وسط طوابير منتظمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المتطوعين انتشروا لتقديم خدمات الدعم، من قضاء المهمات اليومية إلى مساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، في صورة تعكس تماسكًا شعبيًا واسع النطاق في وجه العدوان.
في المقابل، تواصل إيران الرد بضربات نوعية استهدفت البنى التحتية والمراكز الحيوية داخل “إسرائيل” باستخدام صواريخ بالستية ومسيرات بعيدة المدى ردًا على العدوان “الإسرائيلي”.