حين تتحول المساعدات إلى شراك قاتلة

تقرير – المساء برس .. هاشم الدرة|

في مشهد جديد من فصول المعاناة، شهدت مدينة خان يونس أمس واليوم مجازر مروعة راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى، وذلك بعد استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لتجمع من المواطنين الذين كانوا ينتظرون وصول المساعدات الإنسانية.

مشهد يختصر مآسي الحرب ويجسّد تجردها من أبسط المبادئ الإنسانية، استفاقت فيه غزة على واحدة من أقسى المجازر التي شهدتها منذ بداية العدوان.

أكثر من 60 شهيدا ومئات الجرحى، بينهم أطفال ونساء، سقطوا أمام أعين العالم، لا لشيء سوى أنهم كانوا ينتظرون لقمة تسد رمق جوعهم، ومساعدات تعينهم على مواجهة الموت البطيء.

المجزرة وقعت عند “دوّار التحلية” في خان يونس، حيث تجمّع العشرات من المدنيين الذين لم يكن في حساباتهم أن انتظارهم للمساعدات سيكون السبب في فقدان أرواحهم، في لحظة خاطفة، دوّت أصوات الرصاص والقذائف، لتنقلب الأرض إلى مشهد تتناثر فيه الأجساد، وتتصاعد فيه الصرخات، فيما عجت السماء بدخان الموت الذي لم يترك لأحد فرصة للنجاة.

المصابون الذين نجوا من المجزرة حملوا أجسادهم الواهنة إلى مجمع ناصر الطبي، الذي يرزح بالفعل تحت وطأة نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، بينما الفرق الطبية تقاتل بعزيمة لا تعرف الاستسلام، رغم شح الإمكانات وتراكم الجرحى الذين يفترشون الأرض، بحثاً عن بصيص أملٍ في الحياة.

في الأروقة الدولية، توالت الإدانات والتصريحات، لكن الواقع لم يتغير، الأمم المتحدة جدّدت تنديدها بالفوضى التي تحيط بعمليات توزيع المساعدات داخل غزة، بينما تتزايد التساؤلات حول دور المجتمع الدولي في وقف هذه المجازر المتكررة.

من شوارع خان يونس إلى مستشفيات القطاع، يرسم مشهد تتداخل فيه المعاناة والجوع والخوف، فيما الفلسطينيون في غزة يواجهون الموت مرتين.. مرة بالقصف، ومرة بالانتظار الطويل لمساعدات قد تتحول في لحظة إلى فخ قاتل.

قد يعجبك ايضا