انقسام داخل معسكر ترامب بشأن الحرب على إيران يهدد بتفكيك قاعدة “أميركا أولاً”
واشنطن – المساء برس|
كشفت صحيفة “تلغراف” البريطانية عن تصدّع واضح في صفوف أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إثر تصاعد الخلافات حول احتمال انخراط الولايات المتحدة في الحرب التي تشنّها “إسرائيل” على إيران، وهو انقسام قالت الصحيفة إنه قد يهدد بتفكك التيار الشعبي المحافظ المعروف بـ”ماغا” (Make America Great Again).
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التوتر بلغ ذروته بعد هجوم مباشر شنّه ترامب على حليفه الإعلامي المقرب تاكر كارلسون، الذي انتقد مشاركة الولايات المتحدة في دعم العدوان الإسرائيلي، قائلاً إن الرئيس الأميركي “بات شريكاً في القصف”.
وردّ ترامب في منشور على منصته “تروث سوشيال” قائلاً: “هل من يشرح لكارلسون الغريب الأطوار أن إيران لا يمكن أن تمتلك أبداً سلاحاً نووياً؟”، مضيفاً بسخرية: “دعه يذهب ليؤسس شبكة تلفزيونية ويقول ما يشاء”.
ورغم محاولة ترامب التقليل من حدة الخلاف، رأت تلغراف أن ما حدث يعد “أوضح دليل حتى الآن” على الشرخ العميق داخل صفوف القاعدة الجمهورية المحافظة، خاصة بين من يصرون على الالتزام بشعار “أميركا أولاً” الرافض للتورط في حروب الشرق الأوسط، وبين من يرون في ضرب إيران ضرورة لحماية المصالح الأميركية و”إسرائيل”.
وفي هذا السياق، خرج نائب الرئيس جي دي فانس في منشور مطوّل على منصة “إكس” محاولاً تهدئة القاعدة المؤيدة لترامب، لكنه لم يُغلق الباب تماماً أمام التدخل الأميركي، مشيراً إلى أن الرئيس “قد يتخذ خطوات إضافية لإنهاء التخصيب النووي الإيراني”.
تاكر كارلسون، من جهته، جدّد موقفه الرافض للتورط في الحروب قائلاً: “لا أريد لأميركا أن تدخل حرباً أخرى في الشرق الأوسط لا تخدم مصالحنا”، محذراً من أن هذا التوجه “ينقض جوهر شعار أميركا أولاً”.
أما النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين، فذهبت إلى حد القول: “من يسعى لزج الولايات المتحدة في حرب إسرائيل/إيران لا ينتمي إلى ماغا”.
وتعكس نتائج استطلاع أجراه تشارلي كيرك، أحد أبرز حلفاء ترامب ومؤسس Turning Point USA، هذا التوجه الشعبي الرافض للحرب، إذ صوّتت غالبية ساحقة من بين 350,000 مشارك ضد التدخل الأميركي في الصراع بين إيران و”إسرائيل”.
في المقابل، يرى عدد من الجمهوريين أن الضربات الإسرائيلية تشكل “فرصة تاريخية للقضاء على التهديد النووي الإيراني”، مع إشادات بدور ترامب في “التعامل بحذر” مع الأزمة، حيث وصفه كيرك بأنه “الرجل المناسب لهذه اللحظة”.
ومع تصاعد الجدل، تساءلت تلغراف عمّا إذا كان ترامب سيبقى مخلصاً فعلاً لشعار “أميركا أولاً”، في ظل الضغوط المتزايدة من مؤيديه من جهة، والحسابات الجيوسياسية من جهة أخرى، خصوصاً أن الحرب تزداد تعقيداً في ظل دعم إيران من قوى كبرى مثل روسيا والصين، التي تعتمد على نفط الخليج وتعارض التصعيد العسكري الأميركي في المنطقة.
وحتى اللحظة، لم يُحسم موقف ترامب بشكل نهائي، لكن المؤشرات تشير إلى أن قاعدة ماغا لم تعد موحدة كما في السابق، في ظل صراع داخلي حاد قد يعيد تشكيل مستقبل الحركة المحافظة في الولايات المتحدة.