واشنطن تقيل ضابطًا رفيعًا بسبب وصفه “إسرائيل” بـ”طائفة الموت” واتهامه أمريكا بخدمة الكيان
خاص – المساء برس|
كشفت مصادر إعلامية أميركية عن إقالة العقيد ناثان ماكورماك رسميًا من منصبه في هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، وذلك بعد تصريحات صادمة وصف فيها “إسرائيل” بأنها “طائفة الموت”، واتهم فيها الولايات المتحدة بأنها “أداة تعمل لصالح الكيان الصهيوني”.
وقالت المصادر إن ماكورماك، وهو ضابط برتبة رفيعة في واحدة من أهم المؤسسات العسكرية الأميركية، عبّر عن مواقف معادية للسياسات الأميركية المنحازة للاحتلال الإسرائيلي، ما أثار موجة غضب داخل المؤسسة العسكرية ودفع القيادة إلى اتخاذ قرار سريع بإقالته من منصبه.
صراع داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية على خلفية دعم “إسرائيل”
وتأتي هذه الإقالة في وقت تتصاعد فيه الانقسامات داخل المؤسسة العسكرية والسياسية في واشنطن بشأن الدعم غير المشروط المقدم للاحتلال الإسرائيلي، لا سيما في ظل الجرائم المتواصلة ضد المدنيين في قطاع غزة، والمستمرة منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وسط إدانات أممية ودولية متصاعدة.
ويعد ماكورماك من بين أول الضباط الأمريكيين البارزين الذين يعلنون صراحة رفضهم لاستمرار دعم الاحتلال، ويفضحون – من داخل المؤسسة – الدور الحقيقي للولايات المتحدة بوصفها “أداة تنفيذية” للمصالح الصهيونية في الشرق الأوسط.
الخضوع لـ”اللوبي الإسرائيلي” يدفع نحو تكميم الأفواه
ويرى مراقبون أن إقالة ماكورماك تؤكد ما بات معروفًا داخل أوساط السياسة الأميركية، وهو هيمنة اللوبي الإسرائيلي على مراكز القرار، وقدرته على إقصاء أي صوت معارض للسياسات العدوانية لـ”تل أبيب”، سواء داخل الكونغرس أو حتى داخل الجيش الأميركي.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد أصوات داخل الجامعات ومراكز الدراسات الأميركية وحتى داخل إدارة ترامب في البيت الأبيض ذاتها، تشير إلى أن الحرب على غزة كشفت هشاشة “التحالف الأخلاقي” بين واشنطن و”تل أبيب”، وأن أي انشقاق داخلي في المؤسسة العسكرية أو الاستخباراتية الأميركية قد يمثل بداية تحوّل في الرأي العام الأميركي.
تحولات جذرية بعد فشل “إسرائيل” عسكريًا
وتعيش الولايات المتحدة وإسرائيل حالة ارتباك استراتيجي كبير منذ السابع من أكتوبر 2023، بعد عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، وما تبعها من فشل عسكري إسرائيلي ذريع في حسم المعركة داخل غزة، إلى جانب الضربات البحرية المتصاعدة من قبل القوات اليمنية ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وتشير تحليلات استخباراتية إلى أن استمرار هذا الضغط العسكري والميداني من قبل محور المقاومة، بالتزامن مع انشقاقات داخلية داخل جيوش الغرب، قد يُمهّد لتغيرات أوسع في بنية القرار الأميركي مستقبلاً.