الشرق الأوسط على حافة التحول الكبير

وما يسطرون – محمد بن عامر – المساء برس|

ما يجري في المنطقة، ربما هو في الحقيقة، يأتي ضمن مخطط أعمق تقوده واشنطن بهدوء شديد، وقد يكون هدفه تهيئة المسرح لانسحاب أمريكي تدريجي وترك المنطقة تدار بأيدي الكيان الصهيوني كوكيل دائم للهيمنة الأمريكية الغربية.

منذ حرب العراق 2003، فشلت أمريكا في ترسيخ سيطرتها المباشرة على شعوب المنطقة. فوضى، دمار، تآكل النفوذ، وانكشاف الوجه الاستعماري. وعندما عجزت عن السيطرة بالقوة، بدأت ترسم سيناريو انسحاب ناعم، تسلّم فيه زمام الأمور للعدو الصهيوني، ليكون اليد التي تضرب، وتبتز، وتحكم بالنيابة.

ليس صدفة أن يصبح الكيان المارق أكثر عدوانية ودموية كلما تراجع الوجود الأمريكي في المنطقة. فالهدف الآن هو سحق المقاومة (كفكرة ونهج وعقيدة)، وتحطيم أي مشروع استقلالي، حتى لا يبقى في الساحة إلا أنظمة مطبعة خانعة وكيان صهيوني متغطرس، يمسك بخيوط القرار الأمني والاقتصادي والسياسي لكل المنطقة.

الردع الصهيوني صار موجهاً لإرهاب الشعوب وابتزاز الأنظمة، كي تعترف بشرعية استعماره وتمنحه غطاء إقليمياً دائماً. ومن هنا، فإن الحرب على قوى المقاومة ليست لأنها تهدد الوجود الإسرائيلي، بل لأنها تهدد بإفشال مخطط الهيمنة الإسرائيلية الأميركية على مستقبل المنطقة.

النتيجة؟ الاستسلام لا يوقف العدوان عليك .. بل يجعلك جزءًا من صفقة تبرم على دمك.

كما أن ظلام الفجر لا يعني النهاية بقدر ما هو اقتراب الشروق. ومن أراد أن يبقى حراً في هذا الشروق الجديد، عليه أن يفهم أن المعركة أكبر من حدود فلسطين أو غزة أو حتى جنوب لبنان أو سوريا… إنها معركة هوية وسيادة ومستقبل

قد يعجبك ايضا