الهجوم الإيراني يكشف هشاشة منظومة الطاقة لدى “إسرائيل”.. خطر بيئي وتهديد استراتيجي
تقرير خاص – المساء برس|
تتوالى الضربات التي تعرّي هشاشة البنية التحتية الحيوية لدى كيان الاحتلال، فبعد الهجوم الإيراني المباشر على مصفاة “بازان” في حيفا، وتعطيل منصتي الغاز البحريتين “كاريش” و”ليفياثان”، لم يتبقَّ لـ”إسرائيل” سوى منصة “تمار” كمصدر وحيد للطاقة، وهو ما وصفته صحيفة “كالكاليست” العبرية بأنه “أمر بالغ الخطورة” على أمن الطاقة الإسرائيلي.
الصحيفة الصهيونية نقلت عن مسؤولين في قطاع الطاقة قولهم إن “منصة تمار لا يمكنها بمفردها تلبية كامل احتياجات إسرائيل من الوقود والغاز”، وهو ما يهدد قطاعات استراتيجية كالصناعة والنقل وتوليد الكهرباء، ويدفع نحو استخدام خيارات بديلة ضارة بيئياً وأقل كفاءة.
وفي هذا السياق، طلبت الجهات المعنية من شركة “نوجا”، المسؤولة عن إدارة شبكة الكهرباء، زيادة الإنتاج عبر تشغيل محطات تعتمد على الوقود الثقيل والديزل، وهي وسائل قديمة تتسبب في تلوث بيئي واسع النطاق، الأمر الذي يثير قلقاً داخلياً في أوساط الخبراء والناشطين البيئيين داخل الكيان.
الخلل الحاصل في منظومة الطاقة، بعد الضربات الإيرانية، تجاوز مجرد كونه مسألة فنية أو مؤقتة، ليصل إلى ستوى التهديد الاستراتيجي، لا سيما مع عجز الاحتلال عن تأمين منشآته الحيوية حتى في ذروة حالة الاستنفار القصوى.
ويرى مراقبون أن الهجمات الإيرانية نجحت، دون أن تكلّف طهران إلا القليل من الموارد، في ضرب القلب النابض لاقتصاد الاحتلال، عبر استهداف منشآت الطاقة التي تمثل شريان الحياة للصناعات الإسرائيلية ومشاريع التصدير نحو أوروبا.
كما أن اضطرار الكيان لتشغيل محطات قديمة ملوثة يكشف افتقاره للخيارات البديلة، ويعكس في الوقت ذاته مدى هشاشته أمام حرب استنزاف طويلة، قد تجعل “إسرائيل” تدفع ثمناً باهظاً على أكثر من صعيد، ليس فقط في الجبهة الأمنية، بل في الاقتصاد والبيئة وحتى ثقة الجمهور.