إيران ترد على العدوان
ق. حسين بن محمد المهدي – وما يسطرون – المساء برس|
(وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين)
إن العدوان الغادر من قبل الصهيونية اليهودية على الجمهورية الإسلامية في إيران، واغتيال بعض القيادات العسكرية والأمنية والعلمية، يكشف عن: تهور هذه الطائفة اليهودية، وتوحشها، وتجردها عن الرشد في تقديرها وتدبيرها؛ وهو مايعني أنها تعيش لحظة رهيبة من الاحتضار. فهي لم تعد تحسب لعواقب غدرها ومغامراتها أي حساب. وكأنها قد أيست من استمرار بقائها في المنطقة،؛ لأنها تعلم يقيناً أنها غير قادرة على تغييب قطب رحى الإسلام وقد حملت رآية الإسلام في هذا الزمان الجمهورية الإسلامية في إيران والجمهورية اليمنية ولبنان.
فالشعب الإيراني المسلم وقيادته الحكيمة، لايزيدهم هذا العدوان إلا قوة؛ فسيرد الصاع صاعين، بصفعات قوية وضربات صاروخية حيدرية. فإيمانهم بعدالة القضية الفلسطينية، وأحقية الشعب الإيراني المسلم بامتلاك الطاقة النووية متجذر في نفوسهم، ومتجدد في ضمائرهم، فأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر الذي يمارسه الكيان المحتل دليل افضليتهم وخيريتهم في الأمة الإسلامية، الذي تميزت به على الأمم الأخرى، دل على ذلك قولُه تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ).
فلهم الفخر والأجر في تقديم الشهداء في سبيل الله، وفي سبيل نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم.
فهنيئاً لهؤلاء الشهداء الذين ارتقوا بالأمس إلى حياة دائمة: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ). (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ).
إنه وسام فخر وعزة وشرف، وأن المبادرة إلى رد هذا العدوان الجبان في الشهر الحرام، هو مما أشار إليه القرآن: (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ).
إن تعجيل الرد مع القدرة أمر يُحْمَد، وفيه استجابة للرحمن، فطريقه للعز عنوان: (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّـهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَ اتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ، الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّـهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).
إن نصر القضية الفلسطينية واجب إنساني وإسلامي وأخلاقي، وأن الشعوب العربية والإسلامية يجب أن تقف مع الجمهورية الإسلامية صفاً واحداً في ملاقاة الأعداء وقتالهم؛ مادام هؤلاء الأعداء يقاتلون المسلمين، ويعتدون على فلسطين، وعلى إيران واليمن ولبنان امتثالا للحق سبحانه وتعالى: (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ)، وقوله تعالى: (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ).
إن اللعنة ستحل على هولاء المعتدين كما حلت باسلافهم: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ).
إن النصر على همجية الصهيونية اليهودية وتطهير المسجد الأقصى قادم لا محالة، فلا يهولن المجتمع الإنساني والإسلامي فساد هؤلاء الصهاينة واستعلائهم فقد أخبر الله عنه، وأكد تحرير الأقصى وزوالهم: (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً، فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً، فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولاً، … فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً).
إن هذا التثبيت والتقوية الذي جاء بها القرآن هو مايسير عليه محور المقاومة في إيران وفلسطين واليمن ولبنان: (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّـهِ ما لا يَرْجُونَ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً).
فبشائر النصر تلوح، فأولو البأس الشديد قادمون بحزم وعزيمة وقوة ظاهرة فثقوا بنصر الله الذي وعد به، فالله لايخلف الميعاد: (وَعْدَ اللَّـهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).