انقسامات داخل أميركا وتحذيرات من جرّها لحرب بسبب “إسرائيل”
واشنطن – المساء برس|
في موقف صريح ونادر من أحد أبرز رموز التيار اليميني الأميركي، اتهم ستيف بانون، كبير الاستراتيجيين السابق في البيت الأبيض، “إسرائيل”، اليوم الأحد، بمحاولة جرّ الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران، قائلاً إن حكومة الاحتلال تريد من واشنطن أن تتخذ موقفاً هجوميًّا ضد طهران، رغم قرارها بالتصرف “منفردة”.
وفي بودكاست “غرفة الحرب”، توجه بانون مباشرة إلى حكومة الاحتلال قائلًا: “إذا كنتم قد قررتم الذهاب وحدكم، فافعلوا ذلك. لا تطلبوا منا أن نهاجم نيابة عنكم. أنتم من اتخذتم القرار”. وأضاف: “تحدثوا عن أن إيران تملك 15 سلاحًا نوويًا، إذًا انطلقوا. لماذا يجب علينا أن نأتي بالدفاع الجوي؟ أخرجوا أسلحتكم من تل أبيب، وافعلوا ما تشاؤون”.
هذا الموقف لم يكن وحيداً، فقد هاجم الصحافي المعروف تاكر كارلسون، المحافظين الأميركيين الذين “يحرضون” الرئيس الأميركي دونالد ترامب للانخراط في الحرب، واصفاً إياهم بأنهم “يدفعون نحو إشعال صراع قد لا يخدم مصلحة أميركا”.
ويعكس هذا التوتر حالة الانقسام الحاد داخل المعسكر الجمهوري الأميركي بشأن الموقف من العدوان الإسرائيلي على إيران، إذ نقلت مجلة “نيوزويك” عن مسؤول عسكري أميركي نفيه مشاركة بلاده في الضربات ضد إيران، مؤكدًا أن القوات الأميركية اقتصرت على “المساعدة الدفاعية” ضد الرد الإيراني على الاحتلال.
وفي “تل أبيب”، بدأ القلق يطفو على السطح. فقد نقلت القناة 12 العبرية عن مصادر أمنية صهيونية أن الإيرانيين قرروا تصعيد مستوى الرد، بعد شعورهم بأن “إسرائيل” تعاني عزلة وتفتقر للدعم الأميركي الصريح.
كما اعترف اللواء احتياط عاموس غلعاد، المسؤول السابق في وزارة الأمن الصهيونية، بأن الاحتلال “لا يستطيع بمفرده مواجهة إيران أو القضاء على منشآتها النووية”، لافتاً إلى أن مواقع كمنشأة “فوردو” تحت الأرض “تتطلب دعماً أميركياً مباشراً”.
وتتزايد مؤشرات ارتباك الاحتلال بعد الرد الإيراني ضمن عملية “الوعد الصادق 3″، والتي طالت أهدافًا عسكرية واستراتيجية في العمق، في حين تسود “تل أبيب” حالة من الارتباك السياسي والعسكري وسط غياب الدعم الأميركي الصريح، رغم محاولات التحريض والدفع نحو مواجهة إقليمية شاملة.
وبات من الواضح، وفق مراقبين، أن الاحتلال الإسرائيلي، بعدما تلقى ردًا نوعيًا من إيران، يحاول الزج بواشنطن لتغطية فشله الذريع في المواجهة المباشرة، وسط رفض أميركي متزايد للانجرار إلى مستنقع جديد في الشرق الأوسط.