فاقد الشيء لا يعطيه.. نحتاج لإصلاح مسار الحزب الاشتراكي
وما يسطرون – د. محمد النعماني – المساء برس|
نحتاج إلى إصلاح مسار الحزب الاشتراكي وتصحيح مواقفه القوية تجاه قضايا الوطن والقضايا القومية العربية والإسلامية والعالمية. هناك ازدواجية واضحة في مواقف الحزب الاشتراكي بما يتعلق بهذه القضايا، مما يتعارض مع مبادئ وقيم الاشتراكي الوطنية والعربية والإسلامية والعالمية، وكذلك ما ورد في البرنامج السياسي للحزب ووثائقه المختلفة المتعلقة بحياة الناس وتوفير الرعاية الصحية والمواد الاستهلاكية والتعليم المجاني وفرض العمل المناسبة والعداله الاجتماعية والامن والاستقرار وحياة افضل وانهاء معانات الناس . هذا الخروج الواضح عن تحقيق متطلبات الناس والتنمية وبناء دولة حرة وديمقراطية لا يعبر عن قناعات قواعد وأنصار الحزب الاشتراكي في كل مكان.
الكثير من المراقبين السياسيين وقيادات الأحزاب الاشتراكية والقومية واليسارية والديمقراطية، وكذلك الشيوعيين وحركات التحرر العربية والعالمية، إضافة إلى الباحثين وأساتذة الجامعات والكتاب والصحفيين وقادة منظمات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني ورؤساء مراكز الأبحاث والدراسات، لديهم قناعة بأن الحزب الاشتراكي لم يعد اشتراكيًا. بل أصبح مشابهًا لأحزاب أخرى ترعى مع الرعاة وتأكل مع الذئاب. ومع ذلك، يبقى الأمل قائماً لدى الكثيرين بأن الاشتراكي قادر على إحداث تغيير جذري في المجتمع اليمني من خلال التحول الديمقراطي وتبني قضايا الوطن والدفاع عنها.
لقد ابتعدت العديد من قيادات الحزب الاشتراكي عن قواعده وأنصاره، ولم تعد تعبر عن طموحاتهم السياسية.
يُتوقع من الحزب الاشتراكي أن يكون شريكًا في بناء اليمن وتحقيق السلام وانهاء العدوان على اليمن وإعادة إعماره ودفع التعويضات والرواتب وتحقيق التنمية وقيادة تحالف وطني لبناء يمن جديد حر وديمقراطي في ظل المتغيرات الحالية في المشهد السياسي اليمني والعربي والعالمي.
الأوطان فوق كل اعتبار، ولا يمكن أن تُدار الأحزاب وفق قناعات شخصية ومصالح فردية. علينا تقديم مصلحة اليمن فوق مصالح الأحزاب والأفراد الذين حولوا الأحزاب إلى أدوات لتحقيق مكاسب شخصية ومزايدات سياسية على قضايا الوطن.
المشكلات التاريخية للحزب:
لعبت البروباغاندا أثناء حكم الحزب في جنوب اليمن المحتل، والصراعات العسكرية والاستقطاب السياسي المناطقي، دورًا كبيرًا في صعود بعض الجهلة إلى قمة هرم القرار في الحزب والدولة. استغلت بعض النخب المثقفة من كوادر الحزب، خاصة العسكرية منها وضباط الاستخبارات، هذه الظاهرة لتحقيق مصالح شخصية وأحيانًا مناطقية. أصبحت المناصب تُوزَّع على أساس مناطقي وليس على أساس الكفاءة، مما أدى إلى تهميش الكفاءات الحقيقية.
كانت الصراعات داخل الحزب الاشتراكي، مثل أحداث 13 يناير 1986م، نتيجة مباشرة لهذه السياسة الخاطئة. ورغم المصالحات الوطنية، ما زالت تداعيات تلك الأحداث مستمرة حتى اليوم، خاصة في ظل تشكيل الأحزاب السياسية والتحالفات على أساس مناطقي.
نتيجة لذلك، ظهرت قيادات حزبية ضعيفة غير قادرة على إدارة الأزمات أو تعزيز دور الحزب في المجتمع. أصبح الحزب يُدار من قِبَل أفراد بعيدًا عن المؤسسية، مما أضعف دوره بين الجماهير.
الإصلاح المطلوب:
حان الوقت لإصلاح مسار الحزب الاشتراكي وتصحيح المفاهيم تجاه قضايا الوطن والقضايا القومية والعالمية. يجب العمل على تحويل الحزب إلى قوة ديمقراطية حقيقية تدافع عن مصالح الشعب والوطن وتحقيق الحياة الأفضل للشعب اليمني بعيدًا عن المصالح الشخصية والشللية وتحقيق المواطنة المتساوية بين افراد المجتمع اليمني في الحقوق والواجبات.
يتطلب الإصلاح السياسي للاشتراكي وضع أسس علمية وثورية لقيادة الحزب، والتحول الديمقراطي الشامل والدفاع عن سيادة اليمن وحقوقها، والخروج من الوصاية الأجنبية، ومقاومة العدوان الخارجي.