القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي: الحوثيون أخطر التهديدات ولا قدرة لدينا على إيقافهم

خاص – المساء برس|

اعترفت وسائل إعلام إسرائيلية بأن قوات صنعاء، التي تُطلق عليها وسائل الاحتلال “الحوثيون”، تمثل اليوم أحد أخطر التهديدات الاستراتيجية المستمرة على إسرائيل منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى وحتى اليوم، في ظل عجز تل أبيب الكامل عن ردعهم أو تحييد قوتهم الصاروخية.

جاء ذلك في تصريحات إذاعية نقلتها إذاعة “103FM” العبرية التابعة لصحيفة معاريف، عن العميد في الاحتياط دورون غبيش، القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي في جيش الاحتلال، الذي حذر من أن رؤوس الصواريخ التي تطلقها صنعاء تمتلك قدرات تدميرية كبيرة، قائلاً: “علينا أن نتذكر أننا نتحدث عن رأس حربي قادر على إحداث أضرار جسيمة، وقد واجهنا ذلك بالفعل”.

التهديد اليمني مستمر رغم بُعد المسافة

الضابط الإسرائيلي أوضح أن قوات صنعاء أثبتت أنها لا تقل خطورة عن قطاع غزة، رغم البُعد الجغرافي، مشيراً إلى أن قدرتهم على إطلاق الصواريخ بعيدة المدى لا تزال قائمة. وأكد: “قصة الحوثيين هي قصة غزة من جهة أخرى، فهم لم يتوقفوا عن إطلاق الصواريخ، إلا عندما توقفت الحرب مؤقتاً على غزة”.

عجز إسرائيلي أمام ضربات صنعاء

وفي اعتراف لافت بخطورة المأزق العسكري الإسرائيلي، قال غبيش: “قدرتنا على إيقاف الحوثيين، للأسف، غير متوافرة”، ما يشير إلى فشل كل محاولات إسرائيل وأميركا في ردع الهجمات اليمنية أو تحييد قدراتهم الجوية والصاروخية، رغم التحالف الدولي الواسع الذي شكلته واشنطن تحت مسمى “حارس الازدهار” ثم العدوان الأمريكي بقيادة ترامب منذ منتصف مارس ٢٠٢٥ حتى نهاية الأسبوع الأول من مايو الماضي والذي انتهى بانسحاب أمريكا على وقع هزيمة مدوية لم يسبق لها مثيل.

صنعاء تفرض قواعد اشتباك جديدة

يُشار إلى أن القوات اليمنية بصنعاء أعلنت منذ الأيام الأولى لمعركة طوفان الأقصى عن انخراطها المباشر في محور دعم المقاومة الفلسطينية، وبدأت منذ نوفمبر 2023 بتوجيه ضربات صاروخية وبالطائرات المسيرة على أهداف عسكرية في كيان “إسرائيل”، بالتوازي مع استهداف سفن تجارية مرتبطة بها في البحر الأحمر وامتد الحظر الملاحي حتى البحر الأبيض المتوسط، ومؤخراً فرضت صنعاء حظراً على الملاحة الجوية في مطار اللد “بن غوريون” ما أدى لتوقف شركات الطيران الأجنبية عن العمل في الكيان الإسرائيلي ووقف الرحلات.

وقد أجبرت هذه الضربات الاحتلال الإسرائيلي على تفعيل أوسع شبكات الدفاع الجوي، بما فيها منظومة حيتس-3 باهظة الكلفة، في حين اعترفت وسائل الإعلام العبرية بتعرض مطارات ومدن إسرائيلية لأضرار جراء الصواريخ والشظايا، وفشل الجيش في اعتراض جميع الهجمات.

ويعكس هذا الاعتراف الجديد تحول صنعاء إلى لاعب إقليمي فاعل، فرض واقعاً ميدانياً غير مسبوق على الكيان الصهيوني، يتمثل في جبهة بعيدة وغير قابلة للإخماد، تهدد عمقه الاستراتيجي بصواريخ فرط صوتية وأخرى متعددة الرؤوس.

قد يعجبك ايضا